السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان حقوق النبي الواجبة على كل فرد من أفراد هذه الأمة عشرة وهي :
« الإيمان به ، محبته ، طاعته ، متابعته ، الاقتداء به ، توقيره ،
تعظيم شأنه ، وجوب النصح له ، محبة آل بيته ومحبة أصحابه، الصلاة عليه ».
ولـه حق أيضاً في الذب عنه صلى الله عليه وسلم والردّ عن عرضه.
خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه دعوات التشكيك في رسالته
وسبه أو السخرية أو الاستهزاء به كما يفعله بعض الفجرة من اليهود
والنصارى وأذنابهم من بني جلدتنا وممن يتكلم بألستنا وقلبه عري
من الإيمان.
والأدلة على هذه الحقوق كما يلي
1- الإيمان به صلى الله عليه وسلم قال تعالى:
(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير)ٌ
[التغابن : 8]
وقوله تعالى: (آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف : 158].
وحديث جبريل في أركان الإيمان مشهور ومعروف وفيه الإيمان بالرسل.
2- محبته صلى الله عليه وسلم: إن محبته واجبة بالكتاب والسنة
قال تعالى:
(قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ
بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة : 24].
وفي الآية تهديد ووعيد شديد لمن قدَّم أيَّ محبة على محبة الله ورسوله.
وفي الحديث قولـه صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون
أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (رواه مسلم). ومعنى محبته:
إيثار ما يحبه صلى الله عليه وسلم على ما يحبه العبد.
ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم: كثرة ذكره وكثرة الشوق إليه
والبكاء عند ذكر سيرته حنيناً إليه صلى الله عليه وسلم.
3- طاعته صلى الله عليه وسلم: قال تعالى:
(قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)
[آل عمران : 32].
4- متابعته صلى الله عليه وسلم:
ومتابعته واجبة في القول والعمل والمعتقد قال تعالى :
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ
الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف : 158].
وقال صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»
قالوا ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: «من أطاعني دخل الجنة ومن
عصاني فقد أبى» (رواه البخاري).
وأظهر علامات المتابعة: ترك البدع وإتباع سنته الواجبة والمستحبة
والرجوع إلى سنته وتحكيمها عند وجود الخلاف بين أقوال الناس.
5- الاقتداء به صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ
وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب : 21] أي قدوة صالحة فاقتدوا به.
وقال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ
وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ)
[النور : 54]. ولازم هذا أن ترك الإقتداء به صلى الله عليه وسلم
مفضٍ بصاحبه إلى الضلال الموجب للهلاك في الحياتين.
6- توقيــره صلى الله عليه وسلم:
إن توقيره واجب أكيد إذ أن الاستخفاف به صلى الله عليه وسلم
كفر وردة عن الإسلام قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً
وَنَذِيراً*لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا)ً
[الفتح 8: 9].
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)
[الحجرات : 2].
وقال تعالى: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً) [النور : 63]
فقد نهاهم عز وجل عن ندائه باسمه العلم:
يا محمد وأرشدهم أن يدعوه بلقب النبوة والرسالة نحو يا نبي الله
يا رسول الله تكريماً له صلى الله عليه وسلم وتأديباً لأتباعه.
7- تعظيم شأنه صلى الله عليه وسلم:
إن المراد من تعظيم شأنه صلى الله عليه وسلم احترام وإكبار كل ماله
تعلق به صلى الله عليه وسلم فاسمه وحديثه وسنته وشريعته، وآل بيته.
وصحابته. وكل ما له اتصال به من قريب أو من بعيد وهذا كله داخل تحت
وجوب توقيره وحبه وتعظيمه.
ولهذا حرم الله على أزواجه من بعده أن يتزوجن غيره تعظيماً لشأنه
صلى الله عليه وسلم ورفع الله له ذكره فلا يوجد أرض إلا وفيها
من يؤمن به ويحبه، ولا يرفع الأذان إلا بذكره مقروناً بذكر ربه عز وجل.
8- وجوب النصح له صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى:
(إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
[التوبة : 91].
وقال صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله».
(رواه مسلم).
والنصيحة له صلى الله عليه وسلم تكون بالإيمان به والمحبة الكاملة له
والاقتداء بسنته وإبلاغ رسالته ونشر دعوته ومعاداة أعداءه والرد عنه
والدفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم.
9- محبة آل بيته صلى الله عليه وسلم وصحابته:
إن محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة أصحابه من محبته
وحيث إن محبته واجبة فمحبة ما يحب واجب أكيد أيضاً. وكيف يمكن لأحد
أن يدعي محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يحب أهل بيته ولا يحب
أصحابه لا يمكن أن يعقل هذا!
[قال أبو بكر الصديق] – رضي الله عنه: ارقبوا محمداً في أهل بيته.
(رواه البخاري).
ويقول مالك بن أنس إمام دار الهجرة: من غاظه أصحاب محمد فهو كافر
لقولـه تعالى: لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
[الفتح : 29] .
10- الصلاة عليه:
قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
[الأحزاب : 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل علي».
(رواه الإمام أحمد والترمذي).
و أفضل صيغة للصلاة عليه هي الصلاة الإبراهيمية:
(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى
آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
كما في صحيح البخاري ومسلم
.
ومن أفضل مواضع الصلاة عليه عند الدعاء ويوم الجمعة وليلتها،
وعند سماع ذكره
أو كتابة حديثه، وعند دخول المسجد والخروج منه،
وفي صلاة الجنازة. لا تنسونا من صالح دعائكم