فإليه أقول: من تخيرت لتكون رفيقة دربك وسكينة نفسك؟
وبأي ميزان وزنت حالها؟
أبجمالها؟
أم بمالها؟
أم بدينها وخلقها؟
اسمع إلى نبيك صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ((تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)).
هذا هو الميزان الحق الذي يجب أن تبدأ به.
فالمرأة الصالحة تعينك على طاعة ربك وترعاك في بيتك، وتحفظك في نفسها، وهي يد أمينة على ذريتك بأن تنشئهم النشأة الطيبة.
قال تعالى: والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات [النور:26].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء، فمن السعادة: المرأة الصالحة، تراها فتعجبك، وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك)) الحديث أخرجه الحاكم وصححه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة)) أخرجه مسلم والنسائي وأحمد.
وقد قيل في هذا المعنى:
من خير ما يتخذ الإنسان في……دنياه كيما يستقيم دينه
قلب شكور ولسان ذاكر……وزوجة صالحة تعينه
فليكن الصلاح هو ميزانك الأول في اختيار زوجتك.
ثم إني أعلم أن في نفسك مطالب ومواصفات ترغبها فيمن تريد زواجها, وهذا مما لا جناح عليك فيه, بل هو من الأمور المعتبرة, ولكن لا يقدم على الدين والخلق.
ثم لتكن واقعيا في تلك الرغبات, ولا تغرق في المواصفات, فتريدها كذا وكذا وكذا, حتى يعيى أهلك أن يجدوا لك مطلبك.
فإن الجمال حقيقة هو جمال الدين والخلق والمنطق الحسن, فإنه لا يزيد مع الأيام إلا حسنا.
أما جمال الظاهر, فسرعان ما يتبلد الحس بتكراره, وإن اجتمع هذا وهذا, فذاك خيرعلى خير.
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا …لا بارك الله في دنيا بلا دين