الطريقة التي يحفظ بها كتاب الله هي العناية بقراءته، وعدم الغفلة بحيث يجعل الرجل والمرأة وقتاً مناسباً يقرأ فيه كتاب الله، ويكرر فيه المحفوظ حتى لا ينساه في الليل أو في النهار في الوقت المناسب، فهذا هو السبب الذي يعينه الله على حفظه، أما إذا أعرض وغفل هذا من أسباب النسيان، لكن يجب على المرء أن يحرص على أسباب السعادة التي شرعها الله وأوجبها عليه، وهذا من أسباب توفيق الله له في حفظ القرآن وغيره، إذا حرص على أداء الواجبات التي فرضها الله عليها، وحرص على ترك المحارم ثم تحرى بعد ذلك ما يعينه على حفظ القرآن وما يعينه على الاستكثار من النوافل، وما يعينه على قضاء حقوقه وحقوق أهله فإن الله يعينه في ذلك؛ لأنه قدم حقه وأتى بحقه سبحانه وأداء الفرائض وترك المحارم، إذا رتب جزءً من الوقت ليحفظ كتاب الله، وليدرسه كثيراً فإن الله يعينه بذلك على حفظ كتابه جل وعلا، فهو سبحانه وتعالى قد رتب المسببات على أسبابها وإنما يؤتى العبد من غفلته وإعراضه وتساهله، فإذا جد في الطلب واجتهد فيما يسبب الفلاح من تكرار الدراسة وحفظ الوقت، وعدم الإعراض والغفلة فإن الله يعينه على ذلك مع الضراعة إلى الله وسؤاله أن يعينه وأن يوفقه لحفظ كتابه، وأن يكفيه شر العوراض، يعني يجتهد في الدعاء، يسأل ربه أنه يوفقه ويعينه، وأن الله يقيه شر أسباب عدم الحفظ.