بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فصيام التطوع من الاعمال التي تقرب الى الله تعالى
وهو من أجلها على الإطلاق كما قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى
الصيام أفضل ما تطوع به ،
لأنه لا يدخله الرياء ،
والرياء كما تعلمون محبط للأعمال مدخل للنيران والعياذ بالله ،
فالعبد مأمور بالإخلاص ولهذا قال الله تبارك وتعالى :
" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء "
[ البينة ] ،
وقال تعالى :
" وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً "
[ الفرقان ] ،
وقال الله تعالى :
" من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً
[ الإسراء ]
وقال جل وعلا
" من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون "
[ هود ] ،
وقال صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى :
" أنا خير الشركاء من عمل لي عملاً أشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو للذي أشرك
" [ رواه الإمام أحمد ] ،
فانظر هل سينفعك ذلك الإنسان إذا وضعت في قبرك ويوم محشرك .
ولهذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة "
[ رواه ابن ماجة وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1313 ] .
فعموماً فصوم النافلة له مزايا عديدة من أعظمها أنه يباعد وجه صاحبه عن النار ،
ويحجبه منها ويحاج صومه عنه ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم :
" ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم عن وجهه النار سبعين خريفاً "
د [ متفق عليه ] ،
وكثرة الصوم دليل على محبة الله للعبد ،
ويالها من منزلة عالية ومكانة رفيعة يحظى بها العبد عند ربه فما أن يكثر من الصيام إلا ويحبه ربه ،
ومن أحبه ربه وضع له القبول الأرض وفي السماء ،
قال صلى الله عليه وسلم :
" ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه "
. والفضائل كثيرة ونكتفي بما ذكرنا لأن المقام ليس مقام ذكر لفضائل ومزايا الصيام وإنما هو لغرض آخر .
م ن