حدث خلاف بين اصابع اليد الخمسة , كل واحد يريد أن يكون الأعظم
وقف الإبهام ليعلن : إن الأمر لايحتاج الى بحث فإنى أكاد أن أكون منفصلاً عنكم
وكأنكم جميعاً تمثلون كفة . وأنا بمفردى أمثل كفة أخرى , إنكم عبيد لاتقدرون أن تقربوا الى .
أنا سيدكم , إنى أضخم الأصابع وأعظمها
فى سخرية إنبرى السبابة يقول : لو أن الرئاسة بالحجم لتسلط الفيل على بنى أدم
وحسبه
أنه أعظم منهم . إنى أنا السبابة , الإصبع الذى ينهى ويأمر , وعندما يشير
الرئيس إلى شيئ أو يعلن أمراً يستخدمنى .أنا الأهم وأنا أولى بالرئاسة
ضحك
الإصبع الوسطى وهو يقول : كيف تتشاحنان على الرئاسة فى حضرتى , وأنا أطول
الجميع تقفون بجوارى كالأقزام . فإنه لاحاجة لى أن اطلب منكم الخضوع
لزعامتى , فإن هذا لايحتاج الى جدال .. أنا الأفضل .
تحمس
البنصر قائلا : أين مكانى ياإخوة ؟ انظروا فإن بريق الخاتم يلمع فى ,
وحسبى أن احاط بحلقة من الذهب أو الفضة إنى ملك الأصابع وسيدهم بلامنازع
أخيرا إذ بدأ الخنصر يتكلم صمت الجميع وكلهم فى دهشة , ماذا يقول هذا الإصبع الصغير .
قال الخنصر وقد كان حكيماً : إسمعونى يا إخوتى إنى لست ضخماً مثل الإبهام بل أرفعكم
لست أعطى أمراً أو نهياً مثل السبابة ولست طويلا مثل الأصبع الوسطى بل أقصركم
ولم أنل شرف خاتم الزواج مثل البنصر .
أنا أصغيركم جميعا ولكنكم متى ماأجتمعتم فى خدمة نافعة تستندون على وسأكون معكم وأساعدكم جميعاً .عند ذلك أدرك الجميع أن الرئاسة والصدارة ليست بالضخامة أو المال أو الجاه
وإن
إحترام الآخرين لنا وتقديرهم لأعمالنا يأتى من باب خدمة الفرد لبقية
إخوانه وأ من يساعد الغير ويقف معهم هو أكثر من يكسب الريادة ويستحق
الاحترام