بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
ان سبحانه وتعالى اخبرنا فى كتبه انه يطلع انبيائه ورسله على ما يشاء
من انباء الغيب
معجزات الاخبار بالغيب
أولاً
الحصار والصحيفة
لما فرض كفار قريش حصاراً شديداً على الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وكل بنى هاشم وبنى عبد المطلب باستثناء أبى لهب ، وكتبوا به وثيقة وضعوها فى جوف الكعبة ، وقد بدأوا بقولهم "باسمك اللهم " ثم قرروا أن تكون المقاطعة تامة ، فلا بيع ولاشراء ولا يزوجهم أحد ولا يتزوج منهم أحد ولا يسمحون بوصول المؤن والأطعمة إليهم ، وقد دخل الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه فى شعب أبى طالب ودام الحصار ثلاث سنين ، ثم دب الخلاف بين القوم ، فمنهم من وبختهم ضمائرهم وقالوا هذا ظلم ، وهذه قطيعة رحم ، فغضب منهم ابو جهل وحدثت بينهم مشادة ،وفى أثناء ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبى طالب " إن صحيفتهم الظالمة قد مَحت كِتابتها الأرضة ولم يبق منها إلا [بسمك اللهم ] " فأسرع أبو طالب إلى القوم وقال لهم : إن صحيفتكم الآثمة قد أكلتها الأرضة أخبرنى بذلك ابن أخى وهو لايقول إلا صدقا ً فاذهبوا إلى صحيفتكم فإن وجتموها ممسوحة فارجعوا إلى صوابكم وإلا فإنى أ ُسلم إليكم ابن أخى ،، فلما نظر القوم الصحيفة وجدوها كما أخبرهم أبو طالب فما كان منهم إلا أن أحسوا بمرارة الخزى فمزقوا الصحيفة ،، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الحصار وهكذا جعل الله لهم من بعد عسر ٍيسراً
ثانياً
سوارى كسرى
لما لحق سراقة بن مالك بالرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه وهما فى طريقهما إلى دار الهجرة وحدث ما حدث ، ولم يع سراقة بعد أن بدت له الآيات إلا الاعتذار إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه وقال للرسول : انى سأرجع من حيث أتيت واريد أن تكتب لى كتاب أمان فكتب له الرسول صلى الله عليه وسلم الكتاب ثم قال له : " كيف أنت يا سراقة إذا لبست سوارى كسرى " قال : كسرى بن هرمز ؟ قال : نعم فلما كانت خلافة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه
وجه سعد بن ابى وقاص رضى الله تعالى عنه على رأس جيش لفتح بلاد فارس كتب الله تبارك وتعالى النصر لسعد ودخل المسلمون المدائن عاصمة بلاد فارس وقد فر كسرى تاركاً قصره وعرشه فاستولى عليها جنود الاسلام وأخذوا كل ما كان فى القصر من كنوز ونفائس وبعثوا بها الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب بالمدينة ووجد فى هذه النفائس سوارى كسرى فقال عمر وقد تذكر ما انبأ به الرسول صلى الله عليه وسلم من انباء الغيب : أين سراقة بن مالك ؟ فجاء سراقة "فألبسه عمر السوارين " وقال له : الحمد لله الذى سلبهما كسرى والبسهما سراقة بن مالك ، ولم يستدم لبسهما لأنه مسلم والذهب حرام على الرجال فى شريعة الاسلام[b]