لا نعرف من أين حصل ذلك الطبيب على شهادته الجامعية، الطبيب الذى صرح للصحف بأن الذى يشرب لبن الحمار يصبح أشبه بالحمار! وأن من يأكل لحم الحمار يصاب باضطرابات القولون والسرطان ويصبح منساقا وشبيها بالحمار فى تصرفاته وسلوكه، وأضاف أن هذا هو ما يريده الغرب لنا
*******
دليله العلمى على ذلك هو أن ترتيب الأحماض الأمينية الخاصة بجزيء البروتين الموجود فى لحم الحمار، يختلف عن ذلك الخاص بالإنسان.. وكأنه من المفروض أن يأكل الإنسان من لحوم تتشابه أو تتماثل فى تركيبها الكيميائي مع تركيب البروتين الخاص بالإنسان، فى حين أن قيام الكائن بأكل لحم كائن من نفس فصيلته يؤدى إلى مرض خطير هو نفسه المرض الذى يعرف عندما يصيب البقر باسم علة جنون البقر
Mad Cow Disease
والذى حدث عندما كان موردو الأعلاف يقومون بطحن عظام البقر المذبوح وإضافتها إلى علف الأبقار الأخرى.. ينتشر هذا المرض أيضا بين بعض القبائل الأفريقية من أكلة لحوم البشر، ويؤدى المرض الذى تظهر أعراضه بعد حوالى عشرة سنوات من الإصابة إلى تحول مخ المصاب إلى ما يشبه الإسفنجة، ويتسبب فى المرض جزيء بروتينى اسمه بريون
Prion
ليس معروفا حتى الآن إذا كان من الممكن اعتباره كائنا حيا أم لا
*******
وقد تساءل محرر الخبر عن السبب الذى يجعل آكلى لحم البقر لا يصبحون أشبه بالبقر هم أيضا كما يحدث لزملائهم من أكلة لحم الحمير، لكن الدكتور لم يمنحه الإجابة! لماذا يخاف الناس لحم الحمير ويعافونه، رغم أنهم يأكلونه بالفعل دون أن يدروا؟! ولماذا يعتقد الدكتور أن من يأكل لحم الحمار سيتحول إلى حمار؟ هل لأن الناس يستخدمون اسمه للسباب فيما بينهم لذلك يستكنفون من أكله؟ هل لأن الحمار دائما ما ينعت بالغباء؟
*******
الحمار ليس كذلك على الإطلاق، بل إن الخروف الذى نأكله أكثر غباء بكثير من الحمار، فالحمار يعرف صاحبه ويعرف الطريق إلى البيت وإلى الحقل، ويعرف المهام الروتينية التى يؤديها كل يوم ويحفظ المطلوب منه، ولا يخاف الفلاح أن يترك حماره فى أي مكان لأنه يعرف أنه سيعود ثانية.. بينما الخروف دائما ما يترك راعيه ويضل الطريق، وفى القصص نقرأ كثيرا عن الخروف الضال وقصص الرعاة فى البحث عن الخرفان، لكننا لم نسمع عن حمار يضل الطريق فيما عدا حمار جحا طبعا
أيا كان الأمر فإننا نود بشدة أن نعرف نوع اللحوم التى أكلها السيد الطبيب قبل الإدلاء بهذا التصريح
*******