بشير الكسجي عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 العمر : 59 الموقع : http://dawataltajdeed.wordpress.com/ مزاجى : الوظيفة : الهوايه المفضله : تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم الإثنين نوفمبر 09, 2009 9:04 pm | |
| حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم ( اهدنا الصراط المستقيم ) الفاتحة 6 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه0 وبعد : فانه حتى يكون الحق أكثر وضوحا وتجلية وتجديدا للفهم كان لا بد لي من بيان حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم ، ومن سبر أغوارها كما هدت اليها ودلت عليها نصوص القرآن ميسرة الذكر واضحة الفهم دامغة الحجة بالغة البيان لمن كان له عينان يبصران وأذنان يسمعان وقلب يتدبر القرآن ويخاف الرحمن ومن كان حيّا وهو يخشى الله ويتّقيه في الزمان ﴿ ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) ق 37 ﴿ انما تنذر من اتبع الذِّكر وخشي الرحمن بالغيب فبشِّره بمغفرة وأجر كريم ﴾ يس 11 ﴿ ان هو الا ذكر وقرآن مبين ¤ لينذر من كان حيّا ويحق القول على الكافرين ﴾ يس 69، 70 ﴿ فذكِّر ان نفعت الذكرى ¤ سيذكَّر من يخشى ¤ ويتجنَّبها الأشقى ﴾ الأعلى9_11 ﴿ فذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد ﴾ ق 45 ﴿وذكِّر فان الذِّكرى تنفع المؤمنين ﴾ الذاريات 55 ﴿ ذلك ذكرى للذّاكرين ﴾ هود114 ﴿ وما يتذكَّر الا من يُنيب ) غافر13 ذلك أن الهداية الى الصراط المستقيم كان قد اعتراها من عوامل التغشية والتعتيم عليها ما اعتراها حتى غاب عن أذهان امة الاسلام فهم كنهها وجوهرها ومضمونها ولم يتبقّ منها لدى الامة الا اسمها ورسمها وشكلها ، فأضحت عند الأمة لفظا بلا معنى وشكلا بلا مضمون ومظهرا بلا جوهر ونصّا في القرآن يُتلى بلا روح ، وهذا على مر الأجيال في الامة منذ مائة عام تقريبا وما يزال ( ذكر ابن ابي الدنيا من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال : قال علي بن أبي طالب _ رضي الله عنه _: يأتي على الناس زمان لا يبقى من الاسلام الا رسمه ولا من القرآن الا اسمه ، مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء منهم خرجت الفتنة وفيهم تعود ) 0 أما الهداية الى الصراط المستقيم فان لها كنهها وجوهرها ومضمونها الذي هدت اليه ودلت عليه نصوص القرآن الكريم ، فهي لها ثلاث مكونات رئيسة متى وُجدت مجتمعة في النفس البشرية فان هذه النفس البشرية تكون قد اهتدت الى الصراط المستقيم باذن ربها ﴿ ان هو الا ذكر للعالمين ¤لمن شاء منكم ان يستقيم ¤وما تشاؤون الا أن يشاء الله رب العالمين ﴾ التكوير 27 _ 29 وهذه المكونات الرئيسة الثلاث هي : ايمان القلب بالغيب أولا ، ثم هداية العقل للآخرة ثانيا، ثم اسلام الجوارح لله بالأعمال الصالحات ثالثا 0والله تعالى يقول :﴿ فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فأنّى تُصرفون ﴾ يونس 32 فماذا بعد الايمان بالغيب الا الايمان بالواقع المادي المحسوس ؟! وماذا بعد الهداية للآخرة الا الهداية للحياة الدنيا ؟! وماذا بعد الكلم الطيب والعمل الصالح وفعل الخير والاصلاح في الأرض الا الكلم الخبيث والعمل الباطل وفعل الشر والافساد في الأرض ؟!_ نسأل الله العفو والعافية_ 0 ﴿ قل هل من شركائكم من يهدي الى الحق قل الله يهدي للحق أفمن يهدي الى الحق أحقّ أن يُتبّع أمّن لا يهِدِِّّي الا أن يُهدى فما لكم كيف تحكمون ¤وما يَتّبع أكثرهم الا ظنّا ان الظن لا يغني من الحق شيئا ان الله عليم بما يفعلون ﴾ يونس 35، 36 ﴿ ومن يتبدَّل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل ﴾ البقرة 108 ﴿ بئس للظالمين بدَلا ﴾ الكهف 50 ان حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم في النفس البشرية تبدأ بايمان القلب بالغيب مما يقود العقل بشكل حتمي وطبيعي الى الهداية للاخرة أو الى ارادة الآخرة فتسلم الجوارح لله طائعة مختارة باتباع الوحي في قيامها بالأعمال الصالحات ، أي أن الرابط بين الايمان في النفس البشرية وعمل الجوارح فيها هو ارادة النفس البشرية والتي هي اما ارادة الحياة الدنيا واما ارادة الآخرة ، فاذا كان الايمان في النفس البشرية مقتصرا على الايمان بالواقع المادي المحسوس فلا يتعداه الى الايمان بالغيب كانت ارادة النفس البشرية هي ارادة الحياة الدنيا فتُسلم الجوارح للشيطان طائعة مختارة باتّباع الهوى والرأي في قيامها بالأعمال الباطلة والفاسدة والخبيثة ، واذا كان الايمان في النفس البشرية متعديا عن الايمان بالواقع المادي المحسوس الى الايمان بالغيب كانت ارادة النفس البشرية هي ارادة الآخرة فتُسلم الجوارح لله طائعة مختارة في قيامها بالأعمال الصالحة والطيبة والحميدة ، فكانت بذلك ارادة النفس البشرية هي الجانب الخفي في علاقة الايمان بالعمل في النفس البشرية أو كان بذلك العقل هو الجانب الخفي في علاقة القلب بالجوارح في النفس البشرية 0 ﴿ من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ¤ ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا ¤ كلاًّ نُمِدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا﴾ الاسراء 18_ 20 فكان بذلك العقل هو الأمانة التي عرضها الله سبحانه وتعالى على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها فحملها الانسان وكان بحملها ظلوما جهولا ، اذ به وضع الله الانسان موضع الفتنة والابتلاء في الحياة الدنيا ، وبه جعل الله الانسان مكلّفا في الحياة الدنيا ، فما كان للانسان أن يهتدي الى الله والى الصراط المستقيم الا باهتداء عقله للآخرة ، فكان يريد الآخرة ، وما كان له أن يضل عن الله وعن الصراط المستقيم الا باقتصار عقله على الحياة الدنيا ، فكان يريد الدنيا 0 فالعقل هنا _ ولله المثل الأعلى _ يشبه قفل الباب في الواقع 0 والايمان بالغيب هنا _ ولله المثل الأعلى _ يشبه مفتاح هذا القفل في الواقع0 وعمل الجوارح هنا _ ولله المثل الأعلى _ يشبه الباب في الواقع 0 اذ بدون المفتاح لا يمكن فتح القفل وبالتالي لا يمكن فتح الباب ، فكذلك هو الأمر في النفس البشرية ، لا بد أولا من ايجاد المفتاح الذي هو ايمان القلب بالغيب كي يهتدي العقل للآخرة فيتم تشغيل الجوارح في الأعمال الصالحات 0 والقاعدة الصحيحة في ذلك هي في قول الله تعالى في محكم تنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد : ﴿ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه ﴾ التغابن 11 ﴿ فان آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدَوا ﴾ البقرة 137 ﴿ ومن يعتصم بالله فقد هُدي الى صِراطٍ مستقيم ﴾ آل عمران101 ﴿ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم ﴾ يونس 9 ﴿انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هُدى ﴾ الكهف13 ﴿ وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتُخبِت له قلوبهم وان الله لهادِ الذين آمنوا الى صِراطٍ مستقيم ﴾ الحج 54 ﴿قل ان الله يضل من يشاء ويهدي اليه من أناب ¤الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئنّ القلوب ﴾ الرعد 28،27 ﴿ الله يجتبي اليه من يشاء ويهدي اليه من يُنيب ﴾ الشورى13 ﴿ ان الذين قالوا ربّنا الله ثم استقاموا ﴾ فصلت30 (عن أبي عمرة سفيان بن عبد الله _ رضي الله عنه _ قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك 0 قال : قل : آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم ذلك انه في جميع نصوص القرآن الكريم وآي الذكر الحكيم التي جمعت الايمان مع العمل قدمت الايمان على العمل - راجع القرآن الكريم - بمعنى انها جعلت الايمان بالغيب شرطا في قبول عمل الجوارح عند الله تعالى ، فلا يكون العمل عملا صالحا طيبا متقبلا عند الله تعالى ما لم يكن هذا العمل منبثقا عن الايمان بالغيب في القلب 0 ﴿ ومن يكفر بالايمان فقد حبِط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ المائدة5 ﴿ آمن الرسول بما أُنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ﴾ البقرة28 ﴿ قل انفقوا طوعا أو كَرها لن يُتقبّل منكم انكم كنتم قوما فاسقين ¤وما منعهم أن ُتقبل منهم نفقاتهم الا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كُسالى ولا يُنفقون الا وهم كارهون﴾ التوبة53، 54 ﴿ والذين يُنفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا ¤وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما﴾ النساء 39،38 ﴿ انما كان قول المؤمنين اذا دُعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون﴾ النور 51 0 ﴿ قل هل ننبّئكم بالأخسرين أعمالا ¤الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا ¤أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبِطت أعمالهم فلا نُقيم لهم يوم القيامة وزنا¤ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتّخذوا آياتي ورسلي هُزُوا﴾ الكهف 103_ 106 وايمان القلب بالغيب وهداية العقل للآخرة واسلام الجوارح لله بالأعمال الصالحات لها جميعا غاية مقصودة منها تحققها في القلب فتكون نتيجة حتمية وطبيعية لها، الا وهي تقوى الله عز وجل ، وهذه التقوى في القلوب أو تقوى القلوب هي ما يشعر به الانسان في داخله من الطمأنينة والاستئناس بوجود الله الرّحمن الرّحيم معه في نفسه ، ومن الخوف والوَجل من عزّته وجلاله في نفسه ، ومن العجز والاحتياج الى قوّته وعظَمته في نفسه ، ذلك الاحساس الداخلي المتولد في قلب الانسان من جراء ايمانه بالغيب وارادته للآخرة وعمله الصالح في الأرض 0 لذلك فانه في جميع نصوص القرآن الكريم وآي الذكر الحكيم التي جمعت الايمان مع التقوى قدمت الايمان على التقوى أي رتبت التقوى على الايمان بالغيب وكذلك النصوص والآيات القرآنية التي جمعت العمل مع التقوى قدمت العمل على التقوى- راجع القرآن الكريم - أي رتبت التقوى على العمل الصالح ﴿ ذلك ومن يُعظّم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ﴾ الحج 32 ﴿ والذين اهتدَوا زادهم هُدى وآتاهم تقواهم ﴾ محمد 17 ( عن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : انما الأعمال بالنيات وانما لكل امريء ما نوى ، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ) رواه البخاري ومسلم (عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ان الله لا ينظر الى أجسامكم ولا الى صوركم ، ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم ( عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، ألا ان سلعة الله غاليه ، ألا ان سلعة الله الجنة ) رواه الترمذي ( عن وابصة بن معبد _ رضي الله عنه _ قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : جئت تسأل عن البر ؟قلت : نعم 0 فقال : استفت قلبك ، البر ما اطمأنت اليه النفس واطمأن اليه القلب ، والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وان أفتاك الناس وأفتوك) رواه أحمد والدارمي 0 ( عن عطية بن عروة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذرا لما به بأس ) رواه الترمذي ( عن الحسن بن علي بن أبي طالب _ رضي الله عنهما _ قال: حفظتُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك الى مالا يريبك ، فان الصّدق طمأنينة والكذب ريبة ) رواه الترمذي ( عن النعمان بن بشير _ رضي الله عنهما _ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان الحلال بيّن وان الحرام بيّن ، وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشُبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وان لكل ملك حمى ، الا وان حمى الله محارمه ، ألا وان في الجسد مُضغة اذا صلحت صلح الجسد كله ،واذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب ) متفق عليه 0 وكان حقا علينا ان نقول : أن تقوى قلوب النفوس البشرية المطمئنة هي المؤشر الحقيقي على هدايتها الى الصراط المستقيم في الحياة الدنيا ، وعلى هدايتها الى سُبل السّلام ورضوان الله وجنات النعيم في الآخرة 0 ﴿ يا أيتها النفس المطمئنّة ¤ارجعي الى ربك راضية مرضيّة ¤فادخلي في عبادي ¤وادخلي جنّتي ﴾ الفجر 27_ 30 ومظهر الايمان بالغيب في النفس البشرية هو بدوام اليقين على الله تعالى وحسن الظن به ودوام التوكل عليه ، وبالانشغال بطلب مرضاته والاشتغال بذكره وشكره وسؤاله ، وبحبه وحب رسوله وحب اولياءه وبغض أعدءه أعداء دينه ونبيه وأولياءه ، وبرجاء رحمته والخوف من عذابه ، والاشتياق الى لقائه بميتة سويّة في طاعته 0 ( انما المؤمنون الذين اذا ذُكر الله وجلت قلوبهم واذا تُليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) الأنفال 2 – 4 ( ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجِلة أنهم الى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) المؤمنون 57 – 61 ومظهر الهداية للآخرة أو ارادة الآخرة في النفس البشرية هو بدوام ايثارها الآخرة على الحياة الدنيا ، وبقلة تفكيرها في الدنيا وكثرة وكثرة تفكيرها في الآخرة فلا تكون الدنيا قصارى همها ولا مبلغ علمها ، وبالزهد في الدنيا بالتقلل منها والرغبة في الآخرة بالستزادة منها 0 ( وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها ومن يُرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين وكأين من نبيّ قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم الا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا الذين كفروا يردّوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقي في قلوب الذين كفروا الرُّعب بما أشركوا بالله ما لم يُنزل به سلطان ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) آل عمران 145 - 151 ( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القويّ العزيز من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث النيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب أم لهم شركاء شرعوا لهم من الين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقُضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب أليم ) الشورى 19 – 21 ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نُوفّ اليهم أعمالهم فيها وهم لا يُبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا وباطل ما كانوا يعملون ) هود 15 ، 16
ومظهر اسلام الجوارح لله في النفس البشرية هو باتّباع الوحي في قيامها بالأعمال الصالحت ، مقيّدة بشرع ربها في جميع الأقوال والأفعال ، مقتدية بهدي نبيها المصطفى العدنان ، وهدي الخلفاء الراشدين المهديين من بعده وصحبه الكرام ، ومقتفية أثر الذين اتّبعوهم باحسان ، وبدوام المجاهدة في الله ، والجهاد فيه حق جهاده ، لا تخاف فيه لومة لائم ، ولا تخشى أحدا الا الله ، وبأن تقاتل في سبيله أعداءه ، وهي تتمنى الشهادة في سبيله ولقاءه ، وبأن تعمل من أجل الآخرة وتسعى لها سعيها وهي مؤمنة بربها مطمئنة به راضية عنه مرضيّة منه حتى تلقى ربها وتلقى نبيها على الحوض 0 ( يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ) المائدة 54 – 56 ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) الحج 77 ، 78 واما مظهر تقوى الله عز وجل أي تقوى القلوب في النفوس البشرية المطمئنة المهتدية الى الصراط المستقيم فقد بينه الله سبحانه وتعالى في آيات ذكره الحكيم ونصوص قرآنه الكريم بما يربوا على الحصر والعدّ – راجع القرآن الكريم – ولا يخلق عن كثرة الردّ ، محكم التنزيل ، بالغ الحجة ، معجز البيان ، واضح المعان ، ميسّر الذكر على اللسان ، فصل القول ، يسير العمل ، وخير أنيس في الزمان ، من لدن حكيم خبير ، ليس كمثله شيء ، جلّ في عُلاه ما أعظمه ، وما أعظم الهداية الى الصراط المستقيم وقد اشتقت اسمها من اسم من أسماء الله العظيم ألا وهو ( الهادي ) الى الصراط المستقيم 0 ( ان الذين اتّقوا اذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فاذا هم مبصرون الأعراف 201 الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دريّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم النور 35 أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله اولئك في ضلال مبين الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فمل له من هاد أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون كذّب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكّرون قرءانا عربيّا غير ذي عوج لعلهم يتّقون ) الزمر 22 – 28 ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تُنصرون واتّبعوا أحسن ما أُنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرّطتُ في جنب الله وان كنت لمن السّاخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتّقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذّبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مُسودّة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ويُنجّي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السّوء ولا هم يحزنون الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ) الزمر 53 - 63 ( أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا) النجم 57 – 62 ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقسّت قلوبهم وكثير منهم فاسقون ) الحديد 16 ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكّرون) الحشر 21 (فما لهم لا يؤمنون واذا قُريء القرآن لا يسجُدون) الانشقاق 20 ، 21 * * * نسأل الله الهداية والثبات وحسن الخاتمة قبل الممات سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمينhttp://dawataltajdeed.wordpress.com
عدل سابقا من قبل بشير الكسجي في الخميس مايو 31, 2012 6:25 am عدل 4 مرات | |
|
عزت الشاعر مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2323 العمر : 53 مزاجى : الوظيفة : دعاء : تاريخ التسجيل : 20/06/2009
| موضوع: رد: حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم الإثنين نوفمبر 09, 2009 9:08 pm | |
| الاخ الفاضل بشير الكسجى ا وبارك الله فيك اخى الغالى موضوع اكثر من رائع جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله | |
|
بشير الكسجي عضو نشيط
عدد الرسائل : 52 العمر : 59 الموقع : http://dawataltajdeed.wordpress.com/ مزاجى : الوظيفة : الهوايه المفضله : تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: حقيقة الهداية الى الصراط المستقيم الثلاثاء نوفمبر 10, 2009 6:44 pm | |
| الجزاء على مرورك الطيب أخي الكريم وبارك الله فيك0 | |
|