الحماس : إن كلامك في منتهى الروعة ولكني أضيف سبباً خامساً وهو السبب وأعني به تعرض الدعاة إلى تعذيب أو أعتقال أو كمصادر أموال أو تلفيق تهم أو سخرية أو استهزاء وغيرها مما يؤثر على الحالة النفسية للدعاة فيفترون عن العمل .
الفتور : صدقت .. وهذا هو السبب الخامس .
الداعية : عندي سؤال قد حيرني , وأنا أفكر فيه أثناء حديثك وهو
.هل الفتور ظاهرة صحية أم مرضية ؟الفتور : إن اسمي له معنيان وهو :
1-الفتور : بمعني الانقطاع كلية عن العمل .
2-الفتور : بمعني التكاسل وهو أن تفتر النفس أحياناً ثم تعود إلى همتها وحركتها وسيرها الطبيعي .
فأما الحالة الأولى فهي الانتكاس والمرض .
وأما الحالة الثانية فهي أمر طبيعي ,
ولهذا قال ابن قيم الجوزية رحمة الله :
(
إن للقلوب شهوة وإدباراً , فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها , ودعوها عند فترتها وإدبارها .********
الداعية : وهو يلتفت إلى الحماس والان ماذا تقول في اتهامك ؟
الحماس : الصراحة لم يترك لي أخي الفتور كلمة أتحدث بها .
الفتور : لو كنت هادئاً منذ البداية لما حدث الشجار .
الحماس : لا تلمني .. فإن من بيعتي الحماس .
الداعية متدخلاً : جزاكم الله خيراً على كل حال .
الحماس : تفضل .
الداعية : كيف نستطيع أن تزرع الحماس في قلوب الدعاة فلا يفترون أبداً .
الحماس : أولاً فهم الإسلام بشموله ومدي صلاحيته للبشر .
ثانياً : التفكير بالواقع المرير الذي نعيش فيه , وكيف نقصده ونصلحه ؟
ثالثاً : الاطلاع على التاريخ الإسلامي الذي اعتز به المسلمون الأوائل .
رابعاً : حاجة الناس في وقتنا الحالي إلى الإسلام .
خامساً : إيجاد الفهم الدقيق للإسلام بأن تتوفر العقلية المبتكرة للدعوة .
سادساً : الإيمان العميق : فهو الركيزة التي يرتكز عليها الحماس .
الداعية : إنها لنقاط جميلة جداً ..وإن دلت على شئ فإنما تدل على الحماس المتزن .
الحماس : نعم هذا صحيح .. لأن الحماس هو وسط بين سيئتين بين التهور إن كان الحماس كبيراً , وبين الفتور إن كان قليلاً .
*************
ولهذا وضح الشيخ يوسف القرضاوي هذا المعني في كتابة القيم ( الصورة الإسلامية بين الجحود والتطرف ) وتطرق لمثل جيد حين قال :
وإلى الآن ينظر إلى بذل المال وبذل النفس على أنهما أعلى المراتب , دون مراعاة ما يجعل بذل المال والنفس مجدياً .
الفتور والداعية بصوت واحد :
اً يا حماس ثم قاموا من مجلسهما وانصرفوا وعزم الداعية على شراء كتاب طريق الدعوة الإسلامية وكتاب الصحوة الاسلاميه