روي أن أبا بكر رضى الله عنه لما حضرته الوفاة
أرسل إلى عمر رضى الله عنه فقال
: إنى أوصيك بوصية ، إن أنت قبلت
عنى : إن لله عز وجل حقاً بالليل لا يقبله بالنهار ، وإن لله
حقاً بالنهار لا يقبله بالليل ، وإنه لا يقبل النافلة حتى تؤدى الفريضة ،
وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه في الآخرة
باتباعهم الحق في الدنيا ، وحق لميزان يوضع فيه الحق أن
يكون ثقيلا ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل ،
وخفته عليهم في
الدنيا ، وحق لميزان يوضع
فيه الباطل أن يكون خفيفاً . ألم تر أن الله أنزل آية الرجاء عند
آية الشدة ، وآية الشدة عند آية الرجاء ، ليكون العبد راغباً راهباً لا يلقى بيديه إلى التهلكه ، ولا
يتمنى على الله غير الحق .
فإن أنت حفظت وصيتي هذه ، فلا يكونن غائب أحب إليك
من الموت ، ولا بد لك منه ، وإن أنت ضيعت وصيتي هذه
فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت ، ولا بد لك منه
ولست تعجزة