حسن الجوار للجار

الجار هو من سكن بجوارك او قريبا منك ويعتبر اهل الحارة او القرية كلهم جيرانا,
واذا عملنا بما خططه لنا شرعنا الشريف ورسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وطبقنا نظم وحقوق الجار حصلنا على وحدة اجتماعية فاضلة متماسكة يسودها الحب والاحترام وكل مقومات وصفات المجتمع الفاضل الذي ينشده كل علماء الاجتماع العالمي,
ولنا في المجتمع الاسلامي الاول الذي حققه رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام خير مثال واحسن قدوة لمن يريد ان يطبق قانون الاسلام في الجوار وحسن التكافل الاجتماعي .
ولهذا اقسم الرسول بالله ثلاث مرات (والله لا يؤمن)
قيل من يا رسول الله؟
قال من بات شبعان وجاره جوعان.
ومن حقوق الجار ان يحترم حقوقه ومنها فلا نظرة في عياله تؤذيه ولا كلمة تجريح يسمعها منه ولا نقص في الواجبات الاجتماعية كالزيارات في المناسبات او سد غيابه في توفير حاجات عياله او اي ازعاج له...
كذلك من حقوق الجار كما بين الرسول لابي ذر الغفاري حين قال له(اذا طبخت مرقة فزذ ماءها واعط جارك)والقياس في ذلك في الفواكه ولعب الاطفال وكل جديد ان يعطي اولاد جاره منها واما ان لا يدع اولاده ياكلون منها او يلعبون بها في الحي او الزقاق بين الاولاد .
وقد اوصى الرسول في حقوق الجار وفي الواجبات فقال(جارك ثم جارك ثم جارك ثم اخاك)وقد قسم الجار الى ثلاثة_الجار الجنب والجار ذي القربى والجار الكافر_وجعل لكل منها درجات في الحقوق:
1.الجار الجنب:وهو الجار المسلم الغريب وله حق الجوار والاسلام.
2.الجار المسلم ذوي القربى:وله ثلاثة حقوق_حق الجوار وحق الاسلام وحق القربى.
3.الجار الكافر:وله حق واحد وهو حق الجوار فقط.
ولنا في سيرة الخليفة عمر بن الخطاب في هذا القسم الثالث مع جاره اليهودي خير مثال حين كان لليهودي(جار عمر)مخرج ماء آسن للقاذورات تصب في طريق المارة وكانت تؤذي ثياب عمر فما كان من الخليفة الا ان يضع اناء تحت هذا المخرج ليتجمع فيه هذا الماء ثم في المساء يحمله عمر خارج السكن ويرميه ثم يرجع الاناء مكانه وهكذا....
ولما مرض هذا الجار وسمع به الخليفة عمر دخل اليه ليواسيه عندها نظر هذا اليهودي نظرة تعجب من هذه السلوكية الاسلامية ومدّ يده الى عمر واسلم على يده...
فما احوجنا في هذا الزمان وهذه الظروف القاسية الى ان نطبق هذه القيم وهذه التعاليم والاخلاق الفاضلة التي ابتعدنا فيها كل البعد عما يريده لنا اسلامنا ورسولنا الكريم محمد بسبب ايماننا وتطبيقنا لكل ما فرضه علينا الكافر الملعون من حضارة غربية وغزو فكري بالمبادىء والعقائد والعادات حتى اوصلونا الى المجتمع المتفكك المنحل الذي يتفاخر فيه الجار على جاره ويتطاول عليه حتى في البناء ويؤذيه ويبين له مقدرته المادية والاجتماعية والوظيفية وفي كل شيء...
فالى مبادئنا وتعاليمنا الاسلامية ادعو شبابنا ومجتمعاتنا وكل الجيران لنقضي على كل هذه السلبيات ولكي نصل الى المجتمع الاسلامي الفاضل لنعيش سعداء كما عاش فيه اجدادنا في صدر الاسلام ان شاء الله.

منقول للافاده