أطفال العراق يباعون في الأسواق!!
هذا ما نشرته صحيفة (الغارديان) اللندنية قبل فترة قصيرة، ونشرت قصة أب أقدم على بيع ابنه بـ (300) جنيه استرليني وأقدمت الأم على الانتحار بعد هذا!! وتنقل الصحيفة عن بعض القيادات العسكرية في العراق أن ما يقارب (180) طفلا عراقياً يباع سنوياً بمبالغ تتراوح بين (200) جنيه الى (4) آلاف جنيه استرليني للطفل الواحد.
وتنتشر عصابات تجارة
الأطفال في العراق وتستغل حالة الفقر والجوع والتشرد في الكثير من القرى
والمدن العراقية وتغري الأسر الفقيرة بحياة كريمة لأطفالهم بمجرد بيعهم
لهم، وفي الغالب تستغل هذه العصابات تجارتها لأغراض جنسية!!.
وفي السويد عرضت احدى
الصحف والقنوات التلفزيونية هذه الاخبار وسببت ضجة في المجتمع السويدي
الذي تعاطف مع هؤلاء الاطفال وابدى رغبته في مساعدتهم!!.
وتشير الاحصائيات الى وجود أكثر من (1300) طفل في المعتقلات العراقية، وتشرد (25)
ألف طفل شهرياً بسبب اعمال العنف، ولا يكاد يخلو شارع من شوارع العراق
المزدحمة من تسول الاطفال واستجدائهم الناس لقمة عيش أو فضل مال.
كيف يصل الحال بأم لتبيع طفلها أو أب ليترك ابنه عند الغرباء فلا يراه مرة اخرى في هذه الحياة، فقط ليضمن ألا يموت هذا الطفل جوعاً أو قتلاً!!
هل يمكن أن نتصور هذه المأساة التي تعيشها الآلاف من الاسر العراقية التي فكرت ربما ببيع أطفال أو فعلته حقيقة وباعت بعض أطفالها!!.
المصيبة والكارثة أن هذه المآسي تحصل في بلد كانت عاصمة للدولة الاسلامية، ومقراً للخلافة الاسلامية،
وكانت منبعاً للحضارة والعلم للعالم كله وليس الاسلامي فقط، وتحصل هذه
المآسي والآلام في بلد كانت تتخذ فيه قرارات تحكم العالم كله، واليوم تضطر
بعض الأسر المسلمة فيه أن تبيع أطفالها!!!.
أين أمة المليار ونصف المليار؟!
هل باتوا غثاء كغثاء السيل؟!
أين توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؟!! أين شعورهم الإسلامي والايماني؟!
أين ذلك الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء
بالسهر والحمى، إن لم يكن ثمة ايمان واسلام يحرك هذه الأمة لنصرة ابنائها
فأين انسانيتها؟! هل فقدت هي الأخرى؟!!.
هل
يعقل أن يبكي السويديون على أطفال العراق وتتألم شوارع لندن على هذه
الآلام والأحزان، ولا يعلم أغلب المسلمين بإخوانهم وجيرانهم، ومن علم منهم
لا يحرك ساكناً!! أما (الشامتون) فليسوا من أمة الإسلام في شيء، بل هم
منسلخون حتى من إنسانيتهم!!
هل
يعقل أن يبيع الأب العراقي طفله بمبلغ لا يساوي قيمة الزهور على طاولة
الرئيس العراقي!! وهو يعيش في بلد يمتلك أكبر حصة من احتياطي النفط في
العالم؟!! هل يعقل أن يتشرد ويتيتم الملايين من أطفال العراق في بلد كان
يجب أن يكون من أغنى بلاد العالم اليوم؟!
هذه هي وعود (الأمريكان)
للشعب العراقي!! هذه هي نتيجة احتلال الصليبيين لبلاد المسلمين لسنوات
مضت، هذه هي الديموقراطية والعدالة والحضارة والمدنية والرقي التي وعدهم
بها الرئيس الأمريكي السابق!! هذه هي نتيجة التعامل والوثوق بالأعداء
وتمكينهم من أراضي المسلمين وظنهم أقل شراً من غيرهم!! وما لم نره من (الأمريكان)
أشد ظلاماً وبؤساً مما رأيناه، فالإدارة الأمريكية ربما تكون الأولى على
مر التاريخ إجراماً في الأرض وفي حقوق البشر، وبلا منافس أبداً!!
النفط العراقي (يشفط)
والعدو يملأ خزائنه ومستودعاته منه، وعملاء الأمريكان في العراق تتضاعف
أرصدتهم في كل دقيقة، والأحزاب الباطنية تزداد نفوذاً وسيطرة، أما الشعب
المضطهد على مر السنين فهو لا يجد لقمة عيشه ولا حتى كسرة خبز في بعض
الأحيان، هذا هو معنى (التحرير) عند الإدارة الأمريكية وهذه هي (الديموقراطية) بالمفهوم الغربي والتي تصلح للاستهلاك العربي!!
إن
الظلم ظلمات يوم القيامة، ومن رضي بالظلم فهو مشارك به، ومن استطاع أن
يعين أخاه المسلم فلم يفعل فسيحاسبه الله جل وعلا، ومن تشمت بأخيه المسلم
فسيعافي الله المبتلى ويصيب الشامت ولو بعد حين بنفس البلاء، وما يحصل
اليوم للشعب العراقي المسلم لا يرضى به إنسان فضلاً عن كونه مسلماً، أسأل
الله أن يعز الإسلام وأهله وأن ينصر الإسلام والمسلمين ويذل أعداء الدين.
للشيخ نبيل العوضي
اللهم حررنا وفك اسرنا واحم ضعفنا وذلنا
اللهم جازي شيخنا خير الجزاء