عزت الشاعر مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2323 العمر : 53 مزاجى : الوظيفة : دعاء : تاريخ التسجيل : 20/06/2009
| موضوع: ان مع العسر يسرا الخميس يوليو 09, 2009 7:59 am | |
| كنت في رحلة لاداء العمرة وبعد ان حطت الطائرةفي مطار الملك عبدالعزيز بجدة نزلت الى ارض المطار وتوجهت مسرعا الى موقف سيارات الاجرة للبحث عمن يوصلني الى مكة.وكعادتي دوما احب الركوب مع سائقي الاجرة السعوديين لكونهم ابناء البلد ولعلمي انهم ادرى بالطرق السريعةالمؤدية الى مكة، وكما يقال بالمثل(اهل مكة ادرى بشعابها)اثناء وقوفي في الموقف تقدم الى شاب يافع تعلو على محياه البسمة، حسن الهندام وبكل ادب بادرني السلام ثم قال عمي هل ترغب بسيارة توصلك الى مكة؟ فقلت توكلنا على الله جاءوبكل ادب وحمل حقائبي ليضعها في سيارته ثم توجهنا قاصدين بيت الله الحرام.بدأت اتجاذب معه اطراف الحديث وكما هو المعتاد في اسئلتناالتقليدية عن الاسم والعمل والسكن. قال اسمي فهد واسكن في مدينة جدة وكماأسلفت كان شابا يبدو عليه الادب والخلق الجم، هادئ الطبع لايجيب الا عندمايسأل، عندما سألته عن عمله قال لي انا طالب نهائي في كلية الطب. كنت اعتقدانه قال طالب الاداب حيث اني لم اكن اتصور ان يكون طالبا في كلية الطب. فاستفسرت قائلا طالب كلية الاداب فأجاب ببسمة لطيفة لتمحو تعجبي قائلا: بل طالب الطب. تفاجأت ، فعاد ببسمته الهادئة ليؤكد مرة ثانية قائلا نعم طالب كليةالطب فقلت يعني انت قريبا ستصبح ان شاء الله طبيبا فرد قائلا قصتي مع الطب طويلة وذات شجون قد نصل مكة ولم انته من سردها. فقلت له ممازحا خلينا نقطع الوقت أيضايقك ان سألتك عنها ثم بدأ يروي قصته: كنت مبتعثا لدراسةالطب في احدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الامريكية وامضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب افراداسرتي. والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: اظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر (عبارة السلام). كان اهلي جميعا على متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله على قضائه وقدره استشهد اهلي جميعا حيث انتقل الى رحمةالله والدي ووالدتي وثلاثة من اخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى اخي عادل الذي كان عمره حينها السنة والنصفوأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع. كنت حينها في الخارج في آخرسنة دراسية لي ولكن ارادة المولى القدير فاجأني المصاب وتلقيت الخبر من اقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين. بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث سئمت من بقائهمابين اقاربي. واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما انهما لايزالان في سن الطفولة وكوني لم اتزوج بعدزاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما.. بدأت ابحث وخصوصا ان الاختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون اما لطفلين ومن اول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمةالله عليه فقد كان يمازحني دوما وفي اثناء اجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصدابنةصديق له كان يحبه فكرت واستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلاعلى الله لاسيما اني اعتبرت ان هذا الزواج تحقيق الرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات ليلة زرت صديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة قائلا يا بني لن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤناغدا واحضر مع اقاربك حتى تقتدموا رسميا لخطبةابنتي في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنافي بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم يعرفنا به. بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل ياشيخ اكتب عقد النكاح، أي أنه اعد العدة لعقد الزواج في حينه واحضر المأذون. تفاجأت حيث لم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر عاجلة وبدأالمأذون بكتابةعقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما حييت) فقال اخرج محفظتك،كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد. قبل أن ينتهي المأذون من كتابةالعقد التفت الى وقال الديك شروط يا ولدي قلت: ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراه يكون لدي شروط ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب ان يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويك الصغيرين. تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعةلاتمام سنة الامتياز في احد المستشفيات هنا، والآن احاول اناحسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرة في اوقات الفراغ. كنت دوما موقنا ان مع العسريسرا وان الفرج مع الصبر. انتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته املا ان يكتب الله لنا لقاء اخر.سبحان الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا | |
|