يحكى أن هناك رجل كان يسير بسيارته في مكان بعيد عن الناس .. في عرض الصحراء .. وفجأة بنشر عليه الكفر .. فنزل من السيارة وفي حرارة الشمس بدأ يصلح الكفر .. وتمنى أن يأتي أحد لمساعدته حتى يرتاح من حرارة الجو .. المهم .. وبينما هو مشغول بإصلاح إطار السيارة .. أحس أن هناك أحد بجانبه .. ففرح واستغرب وقال في نفسه أنا في مقطع لايوجد فيه بشر .. ياترى من يكون .. فرفع نظره تدريجياً ونظر .. فإذا بأسد يقف أمامه .. ياترى هل يريد تقديم المساعدة .. وهل سبق له أن عمل في محل بنشر .. وقبل أن يسأل .. زأر الأسد زأرة ً هز أرجاء المكان .. فما كان من الرجل إلاّ أن ترك سيارته وأخذ يركض بشدة والأسد يجري ورائه .. يجري والأسد يجري .. إلى أن وصل إلى بئر .. فتمسك بحبله ونزل بسرعة لداخله .. والأسد ينظر ويزأر ويترقب .. أصبح الرجل متدلياً وممسكا بالحبل وسط بئر قديم يخشى السقوط والموت .. ويخشى الخروج والموت .. وبينما هوكذلك .. إذا جاءه فأران .. فأر أبيض .. وفأر أسود.. وأخذا يأكلان في الحبل ويقطعانه .. والرجل في غاية الخوف .. وبينما هو كذلك إذ وجد خلية مليئة بالعسل .. وخالية من النحل .. فلعق لعقة بأصبعه فأعجبه جداً طعم العسل .. فربط الحبل على جسمه .. وأخذ يأكل ويأكل من العسل ونسي أمر الأسد والفئران .. والسقوط لباطن البئر .. مثل ما قالوا ( نائم في العسل )
أحبتي ولهذه القصة مغزى لطيف :
فالأسد : هو الموت .. الذي يهرب منه الإنسان ..قال تعالى ( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد )
والحبل : هو عمر الإنسان الذي سينقطع به عن الحياة
والفئران الأسود والأبيض : هما الليل والنهار يأكلان ويقطعان ويأخذان من عمر الإنسان .
والعسل : هي الدنيا بزينتها ومغرياتها وملهياتها .
والرجل الذي يأكل من العسل : هو المرء الغافل الساهي اللاهي بالحياة الدنيا عن الأخرة والموت يطلبه من كل مكان ومهما كان ( من أعلى البئر .. أو السقوط فيه .. أو قطع حبله)