الحمد لله الذى أذل بالموت رقاب الجبابرة ... الحمد الله الذى أنهى بالموت آمال القياصرة فنقلهم بالموت من من القصور إلى القبور .. ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود .. ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان .. ومن التنعم فى الطعام والشراب إلى التمرغ فى الوحل والتراب.
وأشهد أن لا إله إلا الله .. وحده لا شريك له.
ينادى يوم القيامة بعد فناء خلقه ويقول: أنا الملك .. أنا الجبار .. أنا المتكبر .. أنا العزيز .. ثم يقول جل وعلا: لمن الملك اليوم؟ ويجيب على ذاته سبحانه، ويقول: لله الواحد القهار.
سبحانه .. سبحانه .. سبحانه .. سبحان ذى العزة والجبروت.. سبحان ذى الملك والملكوت .. سبحان من كتب الفناء على جميع خلقه وهو الحى الباقى الذى لا يموت.
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله.. وصفيه من خلقه وخليله شرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وفضله على جميع خلقه وزكاه فى كل شئ، وبعد كل هذا خاطبه بقوله: إنك ميت وأنهم ميتون. فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتبعاه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد..
فحياكم الله جميعاً أيها الأحباب وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً منزلاً من الجنة، واسأل الله جل وعلا أن ينضر وجوهكم، وأن يزكى نفوسكم وأن يشرح صدوركم وأن يتقبل منى وإياكم صالح الأعمال، وأن يجمعنى وإياكم فى الدنيا دائماً وأبداً على طاعته وفى الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبين، فى جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شئ قدير.
أحبتى فى الله:
إننا اليوم على موعد مع هذا الموضوع الذى أتألم كثيراً لأن دعاتنا وشيوخنا لا يذكرون الناس به إلا فى المناسبات فقط مع أننا فى أمس الحاجة إلى أن نذكره دائماً وأبداً.. امتثالاً عملياً لأمر حبيبنا ورسولنا المصطفى r : كما فى الحديث الذى رواه بعض أصحاب السنن من حديث ابن عمر وأبى هريرة رضى الله عنهم أنه r قال:"أكثروا من ذكر هاذم اللذات.. قيل وما هاذم اللذات يا رسول الله قا: الموت"()
فانتبه أيها المسلم .. فإن الموت قادم .. فإننا نعيش عصراً طغت فيه الماديات والشهوات وانشغل فيه كثير من الناس عن لقاء رب الأرض والسموات .. إنك لابد أن تستقر هذه الحقيقة الكبرى فى قلبك وعقلك ووجدانك.. إن الحياة فى هذه الأرض موقوته محدودة بأجل، ثم تأتى نهايتها حتماً فيموت الصالحون .. ويموت الطالحون، يموت المجاهدون، ويموت القاعدون، يموت المستعلون بالعقيدة، ويموت المستذلون للعبيد، يموت المخلصون الصادقون الذين يأبون الضيم، ويكرهون الذى، ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن .. يموت أصحاب الاهتمامات الكبيرة والأهداف الغالية .. ويموت الفارغون التافهون الذين لا يعيشون فقط إلا من أجل المتاع الرخيص .. الكل يموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ} ()
ولذا سميت هذه الحقيقة فى القرآن بالحق فقال جل وعلا : {وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ * وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ }()
وجاءت سكرة الموت بالحق
وجاءت سكرة الموت بالحق
والحق أنك تموت .. والله حى لا يموت
والحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة
أو ملائكة العذاب.
وجاءت سكرة الموت بالحق
والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران
ذلك ما كنت منه تحيد.. ذلك ما كنت منه نهرب .. ذلك ما كنت منه تجرى .. ذلك ما كنت منه تخاف..
تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض .. خوفاً من الموت ..
وتحيد إلى الطعام إذا أحسست بالجوع .. هرباً من الموت ..
وتحيد إلى الشراب إذا أحسست بالظمأ .. رعباً من الموت ..
ولكن .. ثم ماذا؟
أيها القوى الفتى .. يا أيها الذكى .. يا أيها العبقرى .. يأ أيها الكبير .. يا أيها الوزير .. يا أيها الأمير .. يا أيها الصغير ..
كل باك فسيبكى
وكل مذخور سيفنى
ليس غير الله يبقى
* * * وكل ناع فسينعى
وكل مذكور سينسى
من علا فالله أعلى
أيا من يدعى الفهم
تتبع الذنب بالذنب
أما بان لك العيب
وما فى نصحه ريب
أما أسمعك الصوت
فتحطات وتهتم
وتختال من الزهو
كأن الموت ما عم!
إلى اللحد وتنغط
إلى أضيق من سم إلى كم يا أخى الوهم
وتخطى الخطأ الجم
أما أنذرك الشيب
أما نادي بك الموت
أما تخشى من الموت
فكم تسير فى السهو
وتنفض إلى اللهو
كأنى بك تنحط
وقد أسلمك الرهط
هناك الجم ممدود
إلى أن ينخر العود
فذود نفسك الخير
وهيئ مركب السير
بذا أوصيك يا صاح
فطوبى لفتى راح
ليستأكله الدود
ويمسى العظم قد رم
ودع ما يعقب الضير
وخف من لجة اليم
وقد بحتك من باح
بآداب محمد يأتم
وصدق الله جل وعلا إذ يقول:
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}()
كلا إذا بلغت التراقى .. إذا بلغت الروح الحلقوم..
وقيل من راق : من الذى يرقيه؟ من الذى يبذل له الرقية؟ من الذى يقدم له العلاج؟ من الذى يحول بينه وبين الموت؟
أنظر إليه!! وهو من هو؟ صاحب السلطان! صاحب الأموال! صاحب السيارات.. صاحب العمارات .. صاحب الوزارات..
أنظر إليه وهو على فراش الموت .. التف الأطباء من حوله .. ذاك يبذل له الرقية .. وذاك يقدم له العلاج .. يريدون شيئاً، وملك الملوك قد أراد شيئاً آخر..
أنظر إليه أيها الحبيب أصفر وجهه، وشحب لونه، وبردت أطرافه، وتجعد جلده ، وبدأ يحس بزمهرير قارس، يزحف إلى أنامل يديه وقدميه. يحاول جاهداً أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل، لا يريد أن يتزحزح إلا لمن يسر الله له النطق بـ لا إله إلا الله.
إلا لمن عاش على الإيمان، ومات على الإيمان كما قال ربنا جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ* نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} ()
وينظر إلى أهله .. إلى أحبابه .. فيراهم مرة يبتعدون ومرة يقتربون ويرى الغرفة التى هو فيها مرة تضيق عليه فتصير كخرم إبرة ومرة يراها كالفضاء الموحش.
فإذا وعى ما حوله .. فى الصحوات .. بين السكرات والكربات .. نظر إليهم نظرة استعطاف.. نظرة رجاء .. نظرة أمل .. نظرة تمن وقال لهم بلسان الحال بل وبلسان المقال:
يا أحبابي .. يا أولادى .. يا أبنائى .. لا تتركونى وحدى ولا تفردونى فى لحدى.. أنا أبوكم .. أنا حبيبكم .. أنا الذى بنيت لكم القصور .. أنا الذى عمرت لكم الدور.. أنا الذى نميت التجارة .. أنا صاحب الجاه .. أنا صاحب الوزارة .. أنا صاحب السلطان .. أنا صاحب الأموال .. أنا صاحب الكرسى .. أنا .. من أنا .. لا تتركونى وحدى.. ولا تفردونى فى لحدى!!
فأفدونى بأعماركم .. من منكم يزيد فى عمرى ساعة أو ساعتين؟! وهنا يعلو صوت الحق كما قال الله وجل وعلا:
{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} ()
سبحانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة.
سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة.
سبحانك يا من نقلتهم بالموت من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم فى ألوان الطعام والشراب إلى التمرغ فى الوحل والتراب!!
وقيل من راق: أى من الذى يرقى بروحه إلى الملك جل وعلا.
أى من الذى يرتقى بهذه الروح من الملائكة
وظن أن الفراق .. والتفت الساق بالساق.
أهذا هو الذى سيخرج به؟
هذه الأكفان .. هذا القماش .. أين ماله؟ أين جاهه؟ أين كرسيه؟ أين سلطانه؟ أين دولاراته؟ أين أولاده؟ أين جنده؟ أين طائراته؟ أين دباباته؟ أين وزاراته؟ أين الجاه؟
أهذا هو الذى سيخرج به؟
النفس تجزع أن تكون فقيرة
وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت
هى القناعة فالزمها تكن ملكاً
وانظر لمن ملك الدنيا بأجمعها
والفقر خير من غنى يطغيها
فجميع ما فى الأرض لا يكفيها
لو لم تكن لك إلا راحة البدن
هل راح منها بغير الطيب والكفن
يتبع الميت ثلاث:
ماله وأهله وعمله فيرجع أثنان ويبقى واحد يرجع الأهل ويرجع المال .. يقسم المال على الورثة ولا يبقى لك إلا عملك.
يا من شغلك مالك عن حقوق الله جل وعلا.
يا من شغلك مالك عن السجود لله جل وعلا.
يا من سمعت المؤذن يقول لك حى على الصلاة فى بيتك وفى تجارتك وفى حقلك وفى وزارتك وفى مكتبك ما تحرك فيك ساكن وما قمت لله جل وعلا تضع الأنف والجبين فى التراب ذلاً لخالقك.
تذكر .. يقال لك بلسان الحال:
رجعوا وتركوك .. وفى التراب دفنوك .. وللحساب عرضوك ولو ظلوا معك ما نفعوك .. ولم يبق لك إلا عملك مع رحمة الحى الذى لا يموت ..
انتهى كل شئ .. أين فلان؟ مات.
فكم من ليلة يفرح الناس بها .. يسهرون ويمرحون ويضحكون وفى الصباح الباكر يبكون : {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} ()
يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل
فتأهبى يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل
فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل
قرن الفناء بنا جميعاً فلا يبقى العزيز ولا الذليل
نام هارون الرشيد على فراش الموت فقال لإخوانه من حوله: أريد أن أرى قبرى الذى أدفن فيه؟
فحملوا هارون الرشيد إلى قبرة .. فنظر هارون إلى القبر وبكى، ثم التفت إلى الناس من حوله وقال: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ} ثم رفع رأسه إلى السماء وبكى وقال:
يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه
ولقى الفضيل بن عياض رجلاً فقال له الفضيل كم عمرك:
قال الرجل: ستون سنة.
قال الفضيل: إذن أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله، يوشك أن تصل .
فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال الفضيل: يا أخى هل عرفت معناها؟
قال الرجل: نعم عرفت أنى لله عبد وأنى إليه راجع.
فقال الفضيل: يا أخى إن من عرف أنه لله عبد، وأنه إليه راجع عرف أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول، فليعد للسؤال جواباً.
فبكى الرجل فقال يا فضيل: وما الحيلة؟
قال الفضل: يسيره.
قال الرجل: وما هى يرحمك الله؟
قال الفضيل: أن تتقى الله فيما بقى، يغفر الله لك ما قد مضى وما قد بقى.
سفرى بعيد وزادى لن يبلغنى
ولى بقايا ذنوب لست أعلمها
وأنا الذى أغلق الأبواب مجتهداً
ما أحلم الله عنى حيث أمهلنى
كأننى بين تلك الأهل منطرحاً
وقد أتوا بطبيب كى يعالجنى
واشتد نزعى وصار الموت يجذبها
كأننى وحولى من ينوح ومن
وقام من كان أحب الناس فى عجل
فجاءنى رجل منهم فجردنى
وأودعونى على الألواح منطرحاً
وأسكب الماء من فوقى وغسلنى
وحملونى على الأكتاف أربعة
وأخروجنى من الدنيا فوا أسفا
وقدمونى إلى المحراب وانصرفوا
صلوا على صلاة لا ركوع لها
وانزلونى إلى قبرى على مهل
وكشف الثوب عن وجهى لينظرنى
وقال هلو عليه التراب واغتنموا
يا نفس كفى عن العصيان واكتسبى
يا نفس ويحك توبى واعملى حسناً
وامنن عليك بعفو منك يا أملى
وقوتى ضعفت والموت يطلبنى
الله يعلمها فى السر والعلن
على المعاصى وعين الله تنظرنى
وقد تماديت فى ذنبى ويسترنى
على الفراش وأيديهم تقلبنى
ولم أر الطبيب اليوم ينفعنى
من كل عرق بلا رفق ولا هون
يبكى على وينعانى ويندبنى
نحو المغسل يأتينى يغسلنى
من الثياب وأعرانى وأفردنى
وصار فوقى خرير الماء ينطفنى
غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
من الرجال وخلفى من يشيعنى
على رحيل بلا زاد يبلغنى
خلف الإمام فصلى ثم ودعنى
ولا سجود لعل الله يرحمنى
وقدموا واحداً منهم يلحدنى
واسبل الدمع من عينيه أغرقنى
حسن الثواب من الرحمن ذى المنن
فعلاً جميلاً لعل الله يرحمنى
عسى تجزين بعد الموت بالحسن
فإنك أنت الرحمن ذو المنن
هذه خياتك يا أبن آدم .. هذه قصتك .. من أنت؟
يا ابن التراب! ومأكول التراب غداً! أقصر .. فإنك مأكول ومشروب علام الكبر؟ وعلام الغرور؟
أنسيت أصلك؟ أنسيت ضعفك؟ أنسيت فقرك؟ أنسيت عجزك؟ أنسيت إنك من التراب خلقت؟ وإلى التراب تصير؟
فلم تحارب دين الله؟ ولم تحارب سنة الحبيب رسول الله؟ ولم تصد عن سبيل الله؟
تذكر .. تذكر أن الكرسى لو دام لغيرك ورب الكعبة ما وصل إليك! إن الدنيا مهما طالت فهى قصيرة .. ومهما عظمت فهى حقيرة لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر .. وأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.
وأنتبه واعلم بأن الدنيا دار ممر .. وبأن الآخرة هى دار مقر.
فخذوا من ممركم لمقركم .. ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم قال لقمان لولده:
أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا، استدبرت الدنيا واستقبلت الآخرة . فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها .. ، كم ستعيش؟ أيها المسئول! يا من حملك الله الأمانة . أمانة الحكم .. أمانة الإعلام .. أمانة الوزارة .. أمانة التربية .. أمانة التوجيه .. أمانة الأبوة.
أيها المسلم .. أيتها المسلمة ..