الغضب شهوة محلها القلب وهى تعنى غليان الدم فيه وحين تثور هذه الشهوةيغلى الدم فى القلب ويندفع الى العروق صاعدا الى اعالى البدن والسبب فى ذلك ان الغضب مخلوق من النار والنار شئنها التلظى والاتجاه الى اعلى وقد عجنت هذه النار بالطين الذى هو اصل خلق الانسان حتى يتمكن الانسان من احتمالها وعند اندفاع الدم الى اعالى البدن يحمر الوجهة وتنتفخ الاوداج وتحمر العينان ونجد ان الانسان اذا غضب وهو جالس قام واذا غضب وهو قائم اندفع الخ
وقد بين الرسول (صلى) ذلك وشرح العلاج بقولة
"ان الغضب جمرة فى قلب ابن ادم , الم تروا الى انتفاخ اوداجه , وحمرة عينيه؟ فمن احس من ذلك شيئا فان كان قائما فليقعد, وان كان قاعدا فليضجع" رواه البيهقى
وبقولة" ان الغضب من الشيطان , وان الشيطان خلق من النار, وانما تطفأ النار بالماء, فأذا غضب احدكم فليتوضأ" رواه ابو داود
والغضب هنا له ثلاث حالات:
اولا : التفريط
• ان يكون الغضب على من هو دون ذلك اى يستطيع ان ينفذ غضبة فيهوفى هذه الحالة ينبسط الدم ويتم توزيعة على سائر الاعضاء فتخف حمرة العينين وتبدأمظاهر الغضب فى التلاشى
• ان يكون الغضب على من هو اعلى منه ولايستطيع ان ينفذ غضبة فيه وهنا يأخد الدم فى الانخفاض والارتداد الى القلب محدثا فيه الحزن والغيظ
• ان يكون الغضب على من هو ند له وفى هذه الحالة يكون الغاضب فى شك من استطاعته الانتصار او انفاذ غضبة فيتردد الدم بين الانقباض والانبساط
وتتراوح شهوة الغضب بين ثلاثة حدود :
• التفريط:
• ويكون ذلك بان تضعف الشهوة عن الحد المطلوب لها وتنكسر حدتها وذلك امر محظور لانه يؤدى الى نتائج سلبية :
# انعدام الحمية والغيرة مما يؤدى الى اختلاط الانساب وقال احد الحكماء ان كل امة ضاع الغضب من رجالها ضاعت الصيانة من نسائها وقال الرسول الكريم (ان الله يغار وان المؤمن يغار وغيرة الله ان يأتى العبد ما حرم عليه) رواه مسلم
# انعدام الشعور بالغضب عند رؤية المنكر فلا يكون هناك غضب لله ولاسعى لتغيير المنكر فينتشر الفساد فى الارض والله تبارك وتعالى يقول " يأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم"سورة التوبة اية 73 ويقول على المؤمنين " اشداءعلى الكفار رحماء بينهم" مما يعنى ان الغضب مطلوب فى حدود معينة
#عدم اقامة حدود الله عند انتهاك حرماته ويقول الحق جل وعلا "الزانية والزانى اجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولاتأخذكم بهما رأفة فى دين الله" النور اية 2
#يصبح الانسان خسيسا يرضى بالذل ولايثور لكرامته ويجترئ عليه اللئام ويقول الامام الشافعى ( من استغضب فلم يغضب فهو حمار ومن استرضى فلم يرضى فهو شيطان)
# تتحكم شهوة البطن وشهوة الفرج فى الانسان وذلك لان من وظائف الغضب ان يغضب الانسان على نفسه اذا ارتكب محظورا فيسلط شهوة الغضب على سائر الشهوات فيتحكم فى نفسه
• الاعتدل:
ويكون ذلك باخضاع شهوة الغضب للعقل والدين دون تجاوز بحيث تثور حين الغضب مطلوبا وبالقدر المطلوب وتسكن حين يكون الحلم مطلوبا فتؤدى المطلوب منها دون افراط او تفريط
• الافراط:
ويكون ذلك بزيادتها عن حدها فتثور حيث لا يجب ان تثور او تتجوز حدها المرسوم لها فتخرج عن حد الاعتدال مما يؤدى الى التهور ويصعب السيطرة عليها فلا تخضع للعقل او الدين
علاج الغضب :
# ان يتفكر فى عاقبة الغضب
#ان يتذكر قدرة الله عليه فعن عبدالله بن عمرو انه سأل رسول الله(صلى) ماذا يباعدنى من غضب الله عز وجل ؟ قال "لاتغضب" وذلك لان الاتسان اذ1 انفذ غضبة فى غيرة انفذ الله غضبه فيه
#ان يرى الاشياء كلها بيد الله ومنه وان ما يصيبة على ايدى الغير هو ما قدرة الله وقضى به فى الازل فهم مسخرون فى قبضته كالقلم فى يد الكاتب اذ لايقع فى ملكه الا ما يريد وهو الفعال لما يريد فلا يغضب لنفسة وانما يغضب لله
# ان يحسن الظن بالله ويعلم ان الخيرة فيما اختاره الله وان الله لايقضى الابما فيه الخير فرسول الله (صلى) يقول " ما يصيب المسلم من نصب ولاوصب ولاهم ولاحزن ولااذى ولاغم حتى الشوكة يشاكها الاكفر الله بها خطاياه" رواه البخارى
#ان يتذكر فضل كظم الغيظ وفضل العفو والرفق لان الطمع فى ثواب ذلك قد يكون مانعا من البطش وانفاذ الغضب ويقول الله عز وجل
" والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" ال عمران ايه 134
وقال رسول الله(صلى) "ما تجرع عبد جرعة افضل عند الله عزوجل من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تعالى" رواه احمد
" ومازاد عبدا بعفو الاعزا" رواه مسلم
" من يحرم الرفق يحرم الخير كله" رواه ابو داود
" ياعائشة عليك بتقوى الله عزوجل والرفق فأن الرفق لم يكن فى شئ قط الازانه ولم ينزع من شئ قط الاشانه" رواه احمد
"انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم" رواه الطبرى
" من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه دعاه الله عز وجل على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء" رواه ابو داود
# ان يعلم الناس فى الغضب اربعة: فيقول رسول الله(صلى) "الاان خير الرجال من كان بطئ الغضب سريع الرضا وشر الرجال من كان سريع الغضب بطئ الرضا ............." رواه احمد
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك