تائبه الى الله مشرف القرآن الكريم
عدد الرسائل : 574 العمر : 39 مزاجى : الوظيفة : الهوايه المفضله : دعاء : تاريخ التسجيل : 21/11/2008
| موضوع: اسرار القران الجزء الاول الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 1:26 am | |
| لإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغزي دلالتها العلمية (111) .... فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون*
النحل:69
الدكتور:زغـلول النجـار
هذا النص القرآني المعجز جاء في أوائل النصف الثاني من سورة النحل, وهي سورة مكية, وعدد آياتها(128) بعد البسملة, وقد سميت كذلك باسم سورة النعم, وذلك لورود الإشارة فيها إلي كل من اللبن والعسل وهما من أعظم نعم الله( تعالي) علي الإنسان في مجالي الطعام والدواء. وقد سبق لنا تلخيص سورة النحل, وإبراز محاورها الرئيسية من ركائز العقيدة الاسلامية إلي ما تدعو إليه السورة من مكارم الأخلاق, وفضائل العبادات, وما استشهدت به من اشارات كونية عديدة في أكثر من سبع عشرة آية من آياتها الكريمة, تناولنا بعضها في مقالات سابقة وأركز هنا علي هذا النص المعجز الذي اتخذته عنوانا لهذا المقال, والذي يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي) عن ذلك الشراب المختلف الألوان الذي يخرجه( سبحانه) من بطون الشغالات من إناث النحل ما نصه: ...... فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (النحل:69)
وقبل استعراض مافي هذا النص من سبق علمي أري لزاما علي تلخيص أقوال عدد من المفسرين في شرح دلالته.
من أقوال المفسرين في تفسير قوله( تعالي): .... فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (النحل:69)
* ذكر القرطبي( رحمه الله تعالي) في تفسيره ما نصه: اختلف العلماء في قوله تعالي( فيه شفاء للناس): هل هو علي عمومه أم لا, فقالت طائفة: هو علي العموم في كل حال ولكل أحد, فروي عن ابن عمر أنه كان لايشكو قرحة ولاشيئا إلا جعل عليه عسلا, حتي الدمل إذا خرج عليه طلي عليه عسلا. وقالت طائفة: إن ذلك علي الخصوص ولايقتضي العموم في كل علة وفي كل إنسان, بل إنه خبر عن أنه يشفي, كما يشفي غيره من الأدوية في بعض الأحوال, وعلي حال دون حال, ففائدة الآية إخبار منه( سبحانه وتعالي) في أنه دواء ولذلك كثر الشفاء به, وصار خليطا ومعينا للأدوية في الأشربة والمعاجين. ومما يدل علي أنه ليس علي العموم: أن( شفاء) نكرة في سياق الإثبات, ولا عموم فيها باتفاق أهل اللسان ومحققي أهل العلم ومختلفي أهل الأصول.. ولكن حملته طائفة من أهل الصدق والعزم علي العموم, فكانوا يستشفون بالعسل من كل الأوجاع والأمراض, وكانوا يشفون من عللهم ببركة القرآن وبصحة التصديق والإيقان. * وجاء في مختصر تفسير ابن كثير( رحمه الله) ما نصه: وقوله( فيه شفاء للناس) أي في العسل شفاء للناس, أي من أدواء تعرض لهم. قال بعض من تكلم عن الطب النبوي: لو قال فيه الشفاء للناس لكان دواء لكل داء, ولكن قالفيه شفاء للناس) أي يصلح لكل أحد من أدواء باردة, فإنه حار, والشيء يداوي بضده.. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم, أو شربة عسل, أو كية بنار, وأنهي أمتي عن الكي). وقال البخاري عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله( صلي الله عليه وسلم) يقول إن كان في شيء من أدويتكم خير: ففي شرطة محجم, أو شربة عسل, أو لذغة بنار توافق الداء, وما أحب أن أكتوي). وفي الحديث عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن).. وقولهإن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) أي إن في إلهام الله لهذه المخلوقات الضعيفة الخلقة إلي السلوك في هذه المهامة والاجتناء من سائر الثمار, ثم جمعها للشمع والعسل وهو أطيب الأشياء لآية لقوم يتفكرون في عظمة خالقها ومقدرها ومسخرها وميسرها فيستدلون بذلك علي أنه الفاعل القادر الحكيم العليم الكريم الرحيم....
* وذكر بقية المفسرين كلاما مشابها لا أري حاجة إلي تكراره فيما عدا من أصر علي أن الشفاء هنا للعموم ومنهم: * الشنقيطي( رحمه الله) في كتابه زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم والذي جاء فيه:... كون الفكرة في قوله( فيه شفاء للناس) للعموم لأنها سيقت للامتنان( فهي إحدي النكرات الأربع التي تعم), كما نص عليه السيوطي في الإتقان وغيره كالعطار علي جمع الجوامع, وصاحب نشر البنود, وغير واحد من المحققين.....
من الدلالات العلمية للنص الكريم يقول ربنا( تبارك وتعالي) عن الشراب المختلف الألوان الذي يخرجه بقدرته من بطون الشغالات من إناث النحل ما نصه: ... فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (النحل:69).
أولا: الشفاء بين الاطلاق والتقييد وكيف لا يكون الشراب المختلف الالوان الذى يخرجه ربنا تبارك وتعالى من بطون الشغالات من اناث النحل هذه القدرة الشفائية الهائلة وهذه الحشرة المباركة تختم ملء الخلية بالعسل وتغطيتها بالشمع بطبع لفظ الجلالة عليها الله
اعتبر غالبية المفسرين أن المقصود بهذا الشراب هو عسل النحل, علما بأن ذكر الشراب مطلقا يشمل كل ما يخرج من بطون الشغالات ومنه العسل, والغذاء الملكي, وسم النحل, وخبز النحل, وشمع النحل, وصموغ النحل وغراؤه, والتي جمعها القرآن الكريم في كلمة واحدة هي( شراب). واختلف المفسرون بين تعميم الشفاء بهذا الشراب, وتخصيصه, فالمعممون أطلقوا الشفاء به لجميع الأمراض استنادا إلي أن لفظة( شفاء) بمشتقاتها جاءت ست مرات في القرآن الكريم بيانها كما يلي: (1) جاءت نسبة الشفاء إلي الله( تعالي) في قول نبي الله إبراهيم( عليه السلام): وإذا مرضت فهو يشفين ( الشعراء:80).
(2) في ثلاث آيات متفرقات ينسب ربنا( تبارك وتعالي) الشفاء للقرآن الكريم وذلك بقوله( عز من قائل): * يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدي ورحمة للمؤمنين (يونس:57).
* وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا ( الإسراء:82).
* ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء والذين لايؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمي أولئك ينادون من مكان بعيد (فصلت:44).
(3) وفي آية خامسة يشير القرآن الكريم إلي الشفاء المعنوي لما في الصدور, وفي ذلك يقول الحق( تبارك وتعالي): قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ( التوبة:14).
(4) والآية السادسة هي الآية الوحيدة في القرآن الكريم التي ربط فيها ربنا( تبارك وتعالي) الشفاء بأمر مادي من أمور الدنيا وهو ذلك الشراب المختلف الألوان الذي يخرجه ـ بطلاقة قدرته ـ من بطون الشغالات من إناث النحل فقال( عز من قائل): وأوحي ربك إلي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون (النحل:69,68).
وانطلاقا من ذلك اندفع بعض المفسرين وبعض المشتغلين بعلوم النحل وإفرازاته في فهم دلالة هذه الآية الكريمة( رقم69 من سورة النحل) إلي أن هذا الشراب المختلف الألوان هو علاج شامل لجميع الأمراض التي يتعرض لها الانسان, وأن الله( سبحانه وتعالي) قد جعل فيه عمومية الشفاء, واستندوا في ذلك إلي عدد من أحاديث رسول الله( صلي الله عليه وسلم) من مثل أقواله الشريفة التي جاء فيها: * عليكم بالشفاءين العسل والقرآن (رواه ابن ماجه مرفوعا).
* إن كان في شيء من أدويتكم خير( أو أن يكون في شيء من أدويتكم خير) ففي شرطة محجم, أو شربة عسل, أو لذغة بنار توافق الداء, وما أحب أن أكتوي.( رواه البخاري). * الشفاء في ثلاثة: في شرطة محجم, أو شربة عسل, أو كية بنار وأنهي أمتي عن الكي( رواه كل من البخاري ومسلم).
وبرروا ذلك الفهم أيضا بورود لفظة( شفاء) نكرة غير معرفة في سياق الامتنان لتؤكد أن عسل النحل شفاء من كل داء, وبرروا وصف رسول الله صلي الله عليه وسلم لبعض العلاجات الأخري بأنها بدائل في حال غيبة عسل النحل أو عدم توفره. وذهب البعض الآخر من المفسرين وعدد من المشتغلين بعلوم النحل وإفرازاته إلي أنه نظرا لتباين الأمراض, والأفراد, والظروف, والاختلافات بين أعسال النحل في صفاتها الطبيعية والكيميائية باختلاف نوع النحل, ومصادر طعامه, والظروف البيئية التي ينبت فيها هذا الطعام فإن كل خلية نحل تتميز بعسل خاص بها, ويندر التشابه بين العسل المجموع من خليتين مختلفتين تشابها كاملا.
وانطلاقا من ذلك وصل هؤلاء إلي أن الآية( رقم69 من سورة النحل) قد ساقها الله( تعالي) في سياق التفكر والاعتبار, قبل أن تكون للامتنان, وأن النكرة في هذا السياق ليست قطعية في دلالتها علي العموم, خاصة أن القرائن تدل علي التخصيص, وأن هناك ارشادات نبوية شريفة للتداوي بغير عسل النحل من مثل التداوي بالحبة السوداء, أو بالحجامة, ويدعم ذلك رد رسول الله( صلي الله عليه وسلم) علي نفر من الأعراب حين سألوه: يارسول الله أنتداوي؟ فقال( صلي الله عليه وسلم): نعم يا عباد الله تداووا, فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا وأنزل له شفاء, علمه من علمه, وجهله من جهله. وقوله( عليه الصلاة والسلام): لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل.
من هنا كان الاستنتاج المنطقي أنه لايلزم أن يكون العسل علاجا لكل داء, علي الرغم من أن الدراسات المختبرية قد أثبتت أن الشراب المستخرج من بطون شغالات النحل له فوائد علاجية عديدة, وأنه منظم لطبيعة الجسم البشري, وأن الله( تعالي) قد أعطاه القدرة علي إعادة هذا الجسد إلي توازنه الفطري كلما اختل هذا التوازن بالمرض أو بغيره, خاصة إذا وجد الإيمان بذلك انطلاقا من اليقين الجازم في كتاب الله, والتصديق الكامل بسنة خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم).
ثانيا: من الفوائد العلاجية للشراب المختلف الألوان (أ) من الفوائد العلاجية لعسل النحل:
(1) أثبتت الدراسات المختبرية لعسل النحل أنه مضاد حيوي قوي ومطهر من الطراز الأول, وأن دوره في ذلك يفوق أدوار العديد من المضادات الحيوية المصنعة, ولذلك فإن لعسل النحل دورا متميزا في علاج الجروح والحروق والقرحات المختلفة, وتطهيرها مما يمكن أن ينتج عنها من نتانات, وفي تنشيط بناء الأنسجة الحية مما يساعد علي سرعة التئام الجروح.
(2) ثبت للعسل دور فعال في علاج كل من قروح الفراش, وأمراض الجلد وتشققاته, وحروقه, وتقرحاته, من مثل ما ينتج عن أمراض الجمرة الحميدة, والتهابات الغدد العرقية, وغيرها.
(3) لعسل النحل دور بارز في علاج حالات التهاب الجهاز الهضمي من مثل التهاب بطانة المعدة والامعاء وقرحات كل من المعدة والإثني عشر, وفي علاج حالات الاضطرابات المعدية من مثل الدوزنتاريا, والتقيؤ والإمساك, والإسهال غير واضح الأسباب, والتهابات الفم والبلعوم, ويعين في القضاء علي الجراثيم المسببة لذلك, وتعالج مثل هذه الحالات بأخذ ثلاث ملاعق كبيرة من العسل قبل الإفطار وقبل النوم, ويفضل أن تذاب في كأس من الماء الفاتر وأن يضاف إليها شيء من خل التفاح( ولو قليل), فالعسل أعطاه الله( تعالي) القدرة علي إعادة التوازن لجسم الإنسان بعد أن يختل أثناء فترة الإصابة بالأمراض. وعسل النحل سائل كامن القلوية علي الرغم من احتوائه علي نسب من الأحماض الأمينية, وذلك بسبب ما يحتويه من العناصر المعدنية, وتعينه هذه الخاصية علي معادلة الحموضة الزائدة في المعدة والتي عادة ماتتسبب في إحداث قرحات الجهاز الهضمي.
(4) ثبت للعسل دور واضح في تحسين وظائف الكبد وتنشيطه, وفي علاج الالتهابات الكبدية المختلفة, وحالات التسمم الكبدي, وفي تنشيط عمل البنكرياس, وفي علاج داء البول السكري الذي يفيد في علاجه تناول كمية صغيرة جدا من عسل النحل قبل الإفطار في حالات الظهور المتأخر للمرض( بعد سن الأربعين), وليس في حالات الإصابة به في أعمار مبكرة.
(5) كذلك للعسل دور مهم في تقوية كل من القلب, وضبط نبضاته, وتقوية الأوعية الدموية, وضبط ضغط الدم, خاصة في حالات القصور التاجي المتزامنة مع الذبحة الصدرية وغير المتزامنة معها, وفي زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم, وفي المساعدة علي سرعة تخثره في حالات النزيف, وفي علاج غير ذلك من أمراض القلب والشرايين.
(6) وثبت للعسل دور في علاج حالات المثانة البلهارسية المزمنة, وحالات اضطرابات الجهاز البولي/ التناسلي.
(7) وللعسل تأثير ايجابي في علاج آلام المفاصل الروماتيزمية.
( لعسل النحل دور مهم في علاج العديد من أمراض الجهاز التنفسي من مثل حالات النزلات الشعبية والربو, والالتهاب التحسس( من مثل حمي القش), والتهابات الأنف والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية, والرئتين وأمراضها.
(9) ثبت للعسل دور واضح في علاج أمراض الجهاز العصبي من مثل التوتر, والأرق, وتقلصات الجفون أو تقلصات زاوية الفم, وتشنجات العضلات من مثل عضلات الكفين والساقين والقدمين, والشلل. وفي علاج حالات الإدمان وغيرها.
(10) كذلك ثبت للعسل دور كبير في علاج بعض أمراض العيون من مثل التهابات الجفون, والملتحمة, والقرنية, وأمراض الرمد المزمنة, وتقرحات العين بصفة عامة, ويجهز العسل لذلك بهيئة قطرات أو مراهم مناسبة لكل حالة, أو بتشريد محلول العسل المائي( بنسبة10% إلي20%) كهربائيا واستخدامه علي هيئة قطرات للعين, أو بحقنه تحت الملتحمة.
(11) لعسل النحل تأثير إيجابي في علاج حالات التسمم أثناء الحمل الذي من أعراضه ارتفاع ملحوظ في ضغط الدم في أواخر أيام الحمل, وانتفاخ واضح في الساقين, مع زيادة في نسبة الزلال في البول, ويقترح لعلاجه ثلاث ملاعق صغيرة من عسل النحل المذاب في كأس من الماء الفاتر قبل الإفطار بساعة, وبعد كل من الغداء والعشاء, أو تناول ملعقة صغيرة من حبوب الطلع بعد كل واحدة من الوجبات اليومية الثلاث.
(12) ثبت لعسل النحل دور واضح في تقوية جهاز المناعة, وزيادة عدد كريات الدم البيضاء والحمراء زيادة ملحوظة, ولذلك يعتقد بأن تناول العسل الطبيعي بشمعه والغذاء الملكي المصاحب له, وسم العسل الموجود فيه, وما قد يصاحبه من حبوب اللقاح( خبز العسل) وصموغ النحل يمكن أن يكون له دور في الوقاية من عدد من الأمراض الخطيرة كالسرطان, والشلل.
(13) كذلك ثبت للعسل دور في علاج الشعر, وفي المحافظة علي صحة فروة الرأس وذلك بخلطه مع زيت الزيتون( بنسبة1 عسل:2 زيت زيتون) وتدليك الشعر بهذا المزيج مرة كل شهر, ثم غسله وتجفيفه.
(14) وفي علاج الأطفال الخدج( المبتسرين) أي المولودين قبل أوانهم ثبت لعسل النحل دور بارز.
(15) المستحضرات الطبية التي تحتوي علي العسل تساعد علي تجديد حيوية الجلد بتغذيته وترطيبه
| |
|