طوبى لمن بادر عُمره القصير ... فعمَّر به دار المصير
وتهيأ لحساب الناقد البصير ... قبل فوات القدرة وإعراض النصير
قال صلى الله عليه وسلم : بادروا بالأَعمال سبعاً
هل تنتظرون إِلا فقراً مُنسياً ، أو غنى مطغياً
أو مرضاً مفسداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو هرماً مُفنداً
أو الدجال ... فشر غائب يُنتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر
كان الحسن يقول : عجبت لأقوام أُمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل
وجلس أولهم على آخرهم وهم يلعبون
لله در أقوام ... شغلهم تحصيل زادهم عن أهاليهم وأولادهم
وصاحت بهم الدنيا فما أجابوا شغلاً بمرادهم ، وتوسدوا أحزانهم بدلاً عن وسادهم
واتخذوا الليل مسلكاً لجهادهم واجتهادهم ، وحرسوا جوارحهم من النار عن غيهم وفسادهم
فالأبدان بين أهل الدنيا تسعى ، والقُلوب في رياض الملكوت ترعى
نازلهم الخوف فصاروا والهين ، وناجاهم الفكر فعادوا خائفين
وجَنَّ عليهم الليل فباتوا ساهرين ، وناداهم منادى الصَّلاح حىّ على الفلاح
فقاموا متهجدين ، وهبت عليهم ريح الأَسحار فتيقظوا مستغفرين
وقطعوا بند المجاهدة فأصبحوا واصلين
فلمَّا رجعوا وقت الفجر بالأَجر بادى الهجر
يا خيبة النائمين