معنى اللحن وأقسامه

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله العزيز الغفار والصلاة والسلام على النبي المختار خير من

ركع وسجد واستغفر بالأسحار




وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبرز

فيه العباد لله الواحد القهار



أما بعد أحبتي هاقد أتيتكم حاملة بين أناملي باقة من الزهور والمسك

والعطور هذا درسنا الثالث



في سلسلتنا الميسرة لإتقان التجويد بإذن الله وأعتذر لتأخري الطويل

عليكم لظروف خارجة عن إرادتي



وآمل أن تلتمسوا لي العذر



بسم الله نبدأ الدرس الثالث فنقول وبالله التوفيق



هناك خطأ يقع فيه بعض من يقرأ القرآن ألا وهو اللحن وعلى هذا

ينبغي لقاريء القرآن أن يعرف اللحن



ليتجنبه :



معنى اللحن :



اللحن هو الخطأ والميل عن الصواب وفيه معاني أخرى غير مقصوده

هنا



أقسام اللحن :



1) جلي 2) خفي



القسم الأول :



( الجلي ) وهو خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بمبنى الكلمة سواء أخل


بمعناه أو لا وسمي جليا لأنه يخل




إخلالا ظاهرا يشترك في معرفته علماء القراءة وعامة الناس .



مثال ذلك الذي يخل بالمعنى كسر التاء في قوله تعالى ( أنعمت

عليهم ) وكذلك ضمها .



ومثال الذي لايخل بالمعنى ضم الهاء في قوله تعالى ( الحمد لله ) .



وحكم هذا القسم : حرام بالإجماع لاسيما إن تعمده القاريء أو

تساهل فيه .



القسم الثاني :



( الخفي ) وهو خطأ يطرأ على اللفظ فيخل بعرف القراءة ولايخل

بالمبنى وسمي خفيا لأنه يختص بمعرفة



العالم بأحكام التجويد فقط ويخفى على عامة الناس .



ومثال ذلك : ترك الإظهار أو الإدغام أو الإخفاء وبالجملة ترك احكام

التجويد أثناء القراءة .



وحكم هذا القسم :التحريم على الراجح إن تعمده القارىء أو تساهل

فيه وقيل بالكراهة وقد خصه بعضهم بعدم



ضبط مقادير المدود بالنقص أو الزيادة أو عدم المساواة بينها وقلة

المهارة في تحقيق الصفات وتطبيق الأحكام



كزيادة التكرير في الراءات وتطنين النونات وتغليظ اللامات في غير

محل التغليظ ونحو ذلك .



وإلى هذا كله يشير العلامة المحقق الشيخ إبراهيم علي شحاته

السمنودي بقوله :



اللحن قسمان جلي وخفي كل حرام مع خلاف في الخفي



أما الجلي فهو مبني غيرا ثم الخفي ماعلى الوصف طرا



وواجب شرعا تجنب الجلي وواجــب صنــاعة تـرك الخفي



ولقد أعجبني في هذا المقال قول الإمام ابن الجزري في النشر :



( والناس في ذلك بين محسن مأجور ومسيء آثم أو معذور فمن قدر

على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ



الصحيح العربي الفصيح وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي

استغناء بنفسه واستبدادا واتكالا على



ماألف من حفظه واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح

لفظه فإنه مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا



مرية فقد ثبت عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن

النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الدين



النصيحة ) قلنا لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين

وعامتهم ) رواه مسلم



أما من كان لايطاوعه لسانه أو لايجد من يهديه إلى الصواب فإن الله

لايكلف نفسا إلا وسعها )انتهى كلام ابن



الجزري بتصرف




والواقع أن المسلم يجب عليه أن يبذل الجهد لكي يقرأ القرآن الكريم

قراءة صحيحة خالية من اللحن أو التحريف



حتى ينال رضا ربه ويكون مع الملائكة المقربين فلقد ثبت عن أم

المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها



قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الماهر بالقرآن مع

السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع



فيه وهو عليه شاق به أجران )رواه مسلم