1) التوحيد : مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ أي جعل الشيء واحداً
وهو لغة: الإفراد
واصطلاحاً : إفراد الله عز وجل بالربوبية والإلهية وكما الأسماء والصفات
﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾
شرح المفردات:
بعثنا: أرسلنا.
الرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. ورسول هنا نكرة تعم جميع الرسل.
اعبدوا الله : وحدوه بجميع أنواع العبادة. والعبادة لغة: التذلل.
اجتنبوا: ابتعدوا.
الطاغوت: هو كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله.والطواغيت كثيرون ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن غير أحكام الله، ومن حكم بغير ما أنزل الله، ومن دعى إلى عبادة نفسه، ومن عبد من دون الله وهو راضي بالعبادة.
المعنى الإجمالي:
يخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة أنه أرسل في كل طائفة من الناس رسولا يبلغهم ويأمرهم بتوحيده والكفر بما سواه.
- التوحيد يشمل نفي وإثبات
إثبات العبادة لله وحده ( اعبدوا الله )
ونفي الإشراك ( اجتنبوا الطاغوت ) وهو كل ما جاوز العبد به حده من معبود أو متبوع أو مطاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقول الله تعالى ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾
شرح المفردات:
اعبدوا الله: أفردوه بالعبادة.
ولا تشركوا به شيئا: أي اكفروا بكل معبود سواه حيا كان أم ميتا جمادا أو حيوانا.
الشرح الإجمالي:
نظراً لعظم شأن الإخلاص وأنه أساس الدين، ابتدأ الله هذه الآية بالأمر بإخلاص التوحيد له والكفر بما سواه.
الآية تتضمن أمراً ونهياً
أمر بعبادة الله عز وجل ثم نهي عن الإشراك به
نهي عام من غير تقييد باعتقاد النفع أو الضر
الله عز وجل يأمرنا بالعبادة ( واعبدوا ) والإخلاص ( ولا تشركوا )
وقول الله تعالى﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾
شرح المفردات
قضى : أمر ووصى.
أن لا تعبدوا إلا إياه: أن تصرفوا جميع أنواع العبادة إلى الله دون غيره.
وبالوالدين إحسانا: الإحسان إلى الوالدين هو احترامهما والقيام بما يصلح أحوالهما، والدعاء لهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وبعد وفاتهما استمرار الدعاء لهما وإكرام صديقهما.
من الفوائد
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
أسلوب قصر , يفيد قصر العبادة وإثباتها لله وحده، بحيث لا يشاركه فيها أحد.
فلو قالت الآية: وقضى ربك أن تعبدوه .. فلقائل أن يقول: ونعبد غيره لأن باب العطف هنا مفتوح لم يغلق أما اسلوب القصر يغلق باب العطف
/- عظم شأن بر الوالدين ، حيث قرنهما الله عز وجل مع أعظم أمرٍ أمر به العباد وهو توحيده سبحانه.
3/- وجود التكافل الاجتمالي في الإسلام.
وقول الله تعالى : ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً ﴾
شرح المفردات:
تعالوا: أقبلوا.
أتل: أقصص.
ما حرم ربكم عليكم: ما حرم بحق لا تخرصا وظنا. والتحريم لغة: المنع.
ألا تشركوا به شيئا: لا تعبدوا معه غيره.
من فوائد الآية
1- الذي يحل ويحرم هو ما ثبت بالوحي وجاء به الشرع الكريم ونطق به الرسول العظيم
- أول ما حرم الله عز وجل أن يُشرَك به شيئاً ليس فقط الأصنام والأحجار التي كانت تُعبد والسجود أو الذبح لها ولكن حرم كل شرك سواء كان اتخاذ أنداد أو شركاء أو شفعاء وسطاء أو الرضا بحكم غير حكمه عز وجل
فالتوحيد قاعدة بناء الإسلام